استاذنا المكرم
من الواجب علينا حين نقرأ آية من القرآن أن نكملها لانجعلها منقوصة فذلك غير جائز لأن بعضها يغير المعنى.. مثلاً أيجوز أن نقول ( ولاتقربوا الصلاة.. ولم نكملها؟) أو ( ويلٌ للمصلين..)، نعم وما نحن بمسبوقين بالتأكيد تختلف عما ذكرنا أعلاه..
وما نحن بمسبوقين جاءت مرتين في القرآن.. الأولى الآية 60 في الواقعة ﱡﭐﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱠ
والثانية جاءت في سورة المعارج الآية 41 قوله تعالىﱡﭐﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱠ
والتفسير يأتي وفق السياق الذي أتت فيه فيقول أبو المظفر السمعاني في تفسيره الأولى: قَوْله تَعَالَى: {نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت} يَعْنِي: إِنَّا نميتكم أَي: لَو كُنَّا نعجز عَن إحيائكم بعد الْمَوْت لعجزنا عَن إماتتكم بِإِخْرَاج أَنفسكُم.
وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا نَحن بمسبوقين} أَي: بمغلوبين. قَالَ الْفراء مَعْنَاهُ: إِذا أردنَا أَن نعيدكم لم يسبقنا سَابق، وَلم يفتنا شَيْء. وَيُقَال: لَو أَرَادَ غَيرنَا أَن يفعل مثل فعلنَا لعجز عَنهُ، تَقول الْعَرَب: مَا أسبق فِي هَذَا الْفِعْل أَي: لَا يفعل مثل فعلي أحد.
أما الثانية ففي التفسير القرآني للقرآن لعبدالكريم الخطيب قوله تعالى: «إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ» .. هو بيان لقدرة الله سبحانه وتعالى، وأن أمر البعث الذي ينكرونه، وهو الذي يفسد عليهم رأيهم فيما يسمعون من آيات الله- هو هيّن بالنسبة لخلقهم من هذه النطفة، التي لا تعدو أن تكون نفاية من تلك النفايات التي تلفظها أجسامهم، كالمخلط، أو اللعاب ونحوها.. ومع هذا فإن هذه النطفة يقوم منها إنسان سوىّ الخلق، خصيم مبين!!.
فهذه النطفة التي يتخلق منها الإنسان، هى مما يعلم هؤلاء المشركون علما مستيقنا، بالتجربة الواقعة، التي لا تغيب عن أشدّ الناس غباء وجهلا.
قوله تعالى:
«فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ، عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ» .
قوله تعالى: «وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ» أي أننا حين نطلب من نريد إهلاكه، لا يفوتنا، ولا يعجزنا، كما فى قوله تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا؟ ساءَ ما يَحْكُمُونَ» (4: العنكبوت) وكما يقول سبحانه على لسان الجن: «وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً» (12: الجن)
بوركت استاذنا