ولأمةٌ مؤمنة خير
أنا أعبر عن وجهــة نظــرى ، ولا علىّ برأى الآخــرين . أولا الأمة والعبد مصطلحات نشأت بعامل الاقتصاد وليس من لون الناس . كان هنالك من يعجز عن كسب رزقه لأى سببٍ من الأسباب فلا يجد عملا ولا من يعوله فيضطر إلى القبول بمهنة خادم للموسرين فيجد بذلك اللقمة التي تسد رمقه . سواءٌ في ذلك إن كان أبيض البشرة أو أسمرا أو أسودا . وخدمة الموسر عملٌ فى حد ذاته يستحق الأجر مثله مثل أى عملٍ آخر . بيد أن الناس درجوا على تسمية الخادم عبدا والمخدوم سيدا له . كان ذلك فى الماضى ، وإذا كان الخادم أنثى أطلقوا عليها لقب " أمة " . هذا كان بشكل عام . ثم انطبقت هذه الصفة على أسرى الحرب . وكان الفرق بينهما أن الخادم المتخذ لتلك المهنة كمهنة مأجورٌ رسميا ، والخادم أسير الحرب يخدم سيده مقابل إعالته من إيواءٍ ومأكل ومشرب وملبس وعلاج .. إلخ . وتكون السبية - إضافة إلى الخدمة - ملك يمين حسب الشرع الإسلامى فإذا ما أنجبت ولدا من سيدها أعتقها وصارت " أم الولد " . وتصبح بعدها امرأة عادية وليست سبية بعد . هذه الظواهر الاجتماعية كانت موجودة عند المسلمين فى الماضى ، أى فى زمن نشر الإسلام بين الأمم . ولكنها انتهت الآن بعد تقدم الزمن وتغير أحوال العالم . فقد انتشر الإسلام إلى درجة يعرفه كل البشر فى أرجاء المعمورة ، ولا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى . وكتاب الله متوفر فى أى بقعة فى الكرة الأرضية إما باللغة العربية أو معانيه مترجمة للغة أهل تلك البقعة .
هـذه فى الواقع أمورٌ يخضع لها الناس وليس لهم ذنبٌ جنوْه ، أما ألوان البشر فلا علاقة لها بمعادنهم وأخلاقياتهم وخصـالهم . رأيى الخاص شخصيا أن المرأة الحسناء السمراء تجذبنى أكثر من المرأة الحسناء البيضاء . ولا فرق عندى بين شابٍ أبيض وشابٍ أسود ، بل إذا كان الشاب الأسود حسن الطباع مثقفا وحسن الأخلاق أكثر من الأبيض فمن الطبيعى جدا أن أفضّله عليه ، ولا دخل للّون هنا بتاتا . ( وللحديث تتمة فى يومٍ آخر )
------------------------------------------------------------------------
يقول المثل السودانى الشعبى : [ إن خلاك الموت ما يخليك الكُبُر ] . وهو مثلٌ صادق طبعا . فالذى يعمّر طويلا سرعان ما يصاب بالعجز والشيخوخة . وفى رأيى أن العجز في أواخر العمر فيه حكمةٌ كبرى من الله تعالى . كثيرون من الشيوخ كبار السن يستغلون هذه الحقبة الأخيرة من أعمارهم الاستغلال الأمثل فتجدهم يُكثرون من الصلاة والتسبيح والاستغفار وعمارة المساجد . والعاقل من علمه الكبر الحكمة ، وما فائدة العمر الطويل إن لم يعلّم صاحبه الحكمة ؟ كيف لا يفكر الإنسان خلال ستين أو سبعين عاما عن الهدف من وجوده فى الحياة ؟ حتى وإن كان ملحدا - بمعنى الكلمة - طيلة أيام شبابه فالسنون كفيلة بتعليمه والتجارب كافية جدا أن تعطيه دروسا فى الحياة . حمارٌ من يظل حتى يصير عجوزا يتوكأ على عصا وهو لا يزال يفكر فى مباهج الحياة وزخرفها ولم يعرف أنها ليست الحياة الوحيدة ، بل لا بد أن تكون هنالك حياة أخرى وبعث وحساب .. إلخ .