تركتْ حقائبها على ضفافِ المغيبِ
وهرولتْ نحو انحسارِ الغسقِ في عيني، قبالة دلهمٍ دجيٍّ أزف حِينهُ ولمَّا ينجلي بُهمُهُ الحالكُ دهرا!!
لعلَّّها حسِبتْ أحواليَ المرهقةَ دُنياهمُ الفارغةَ، يأساً أو عزوفاً عن الأملْ ..ربما!
أو لعلَّها ظنَّتنِي - ممهوراً بانطوائيتي - أختزلُ بيارقَ النورِ في رؤايَ، وأغبِنُ المُنى حقَّها..حتى لكأنَّها لم تكن...
**
تماهت لينوارُ في لغتي حداً ظنَّ عبرهُ القارئون لكنتي مثلَّثةَ المعاني و... سداسيَّةَ المضامين!!
فتاهوا.. كما تُهتُ أنــا في أغوارِ نفسي. أسبِرُها تارةً بيراعيَ الأرعنِ باحِثاً عني..
وتارةً أخرى؛ تسبرُني هيَ بمفرداتِها المُكنَّاةِ بلهجةِ الوجدانِ ..أو كما يقولون.
**
عندما أتغيَّبُ عن الظلالِ فترةً، متعمِّداً أحجيةَ الغيابِ،
أركُنُ للتفكُّرِ مليَّا، باحثاً عنِّي في سراديبِ أعماقِ ذاتي..
أراجِعُ طرائقَ تعابيري ومكوِّناتِ أسلوبي.. إذ لطالما حسبتُهُ تغطرسَ أفكاري
وشتَّ عابِثاً بكلِّ توجهاتي - إبانَ جلستُ أحترفُ ذرف الحرفِ، كما ظننتُ أنني أريدهُ أن يندلق على أوراقيَ البيضاءَِ صراحةً وتعبيرا -
نحو هذيانٍ خرجَ عن إرادتي..فباتَ ممسوساً بحلمٍ ضبابيٍّ مَهولَ المضمونِ مأفونَ التصاوير...!
**
كيف ستجديني الآن في غمرِ هذا الإعصارِ؟!
أم كيف تلمحُني عيناكِ الحائرة فيَّ أمداً من زهورٍ حان وقتُ عبيرِها..
ولكنَّها هيهاتَ هيهاتَ يؤتيكِ العبيرَ كأسُها.. إلا بمعجزةٍ من خريف..!
**
لستُ أخطُّ الألغازَ كيلا أُفهمَ، ولستُ أتخطَّى حدودَ التراكيبِ حتَّى تضِلَّ ذائقتُكِ في مراسي مرافئ معانيَّ وجُملي..
إنَّما أطرحُني أمامكِ ..وكما أنا.. لم أختزلْ هنبسةً تُضيءُ عتمَ المعاني إلا وأوقدتُها..
آمِلاً أن تستنيرَ ملكَةُ استقرائكِ مخبوءَ روحي..كيما في سمائكِ كالسُّنونو علَّني.. وأخيراً أطير....