إليك صديقي ، في هذا الصباح..
سَ أهديك وجعي بِ اعتناء فائق..
فَ لدي من الحزن ما يكفي لِ يسرق ابتسامتك من ايامك التالية..
فَ كل الذين اعتدت وجودهم رحلوا باكراً دون وداع..
َواطيافهم سكنت الذاكرة ولا تريد أن ترحل،
وكلما مر بها العمر انغرسوا فيها أكثر ..
حتى غدوت ابيع كذب السعادة للاخرين " ب تقنية"
حتى امنع به تساؤلات من حولي،
أتدري يا صديقي،
كلما تناولت ذكرياتنا، اصاب بعسر الحلم،
وحزني اوصاني ان في الصوم شفاء..
آهٍ من ذكريات مليئة التفاصيل، التي لا تجيد التعري الا بداخلنا..
وجوهنا مسكنها، مضاءة بأعيننا، وشفاهنا ستارتها..
،
يا ترى أولئك الراحلين إلى مدن الغياب،ارتدوا أحلامهم لِ ترحل معهم،
أم سقطت منهم وسط الطريق؟
أ تتشرد الأحلام حين يتمها؟
فأنا لم أرى حلما يرتاد ملجأ..!
فَ ما معنى أن يكون لي حلما لا يستأذن سوى الألم،
وأمنية لا عطر فيها سوى رائحة الموت..
،
صديقي ،
عذراً ان عاودت هذياني، وحرضت عليك وجعاً لئيم..
فَ انا مخنوقه بِ هواء ذكرياتنا القصيرة،
فَ أغلق تلك النوافذ المتعبة..
،
قد كانت لنا بالأمس اماني مضيئة ببريق ضحكاتنا، وها هي الآن أمامنا مصابة بتعاسة الانتظار..
يا للذة البكاء،
وانا فقدت لذة البكاء إلا على صدر الورق،
فَ عانقني، بقوة عانقني،
علني استعيد ممارسة ما فقدته من لذة بكائي..!