
معــانى القرآن بكل اللغات
ليس فى وسع الإنسان الوصول إلى الله والتيقن منه بمحض التفكر فيه . لأن الله تعـــــالى غيب . وفى الآية " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل " . ومهما كان لن يصل الإنسان لعين اليقين من الله إلا بسبب مادىٍ ملموس . وما تخاصم الفلاسفة وجدلهم الممتد عبر القرون حول قيام الكــون بنفسه ، أو قيامه بواسطة فاعلٍ له إلا بسبب غياب البرهان المادى الملموس . فى بدء ظهور البشرية على الأرض كان أبو البشر هو الدليل المادى . وكان ماثلا أمام أحفاده حتى وفاته . وبعد وفاته كان أبناؤه وأحفــاده برهانا قويا للأجيال اللاحقة بوصفهم شهـــود عيان لأبى البشر . وعندما بدأت الرواية عن سيدنا آدم فى الضعف بدأ بعث الرسل من الله للبشرية كدليلٍ مادىٍ ملموس يحل محل أبى البشر .
فكان محمد ( ص) خاتم هؤلاء الرسل وجاء ومعه القرآن ليكون شاهدا قويا معجزا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وخالدا أبد الدهر . فكأنّ من يتلوه يرى الله جهـــرةً ولا يحتاج لدليل آخر ، فليس بعد الرؤيا دليل . إذن يعتبر القرآن بمثابة تسجـــيل صـــوتى من خالــق الكــــون ، وكتابا فى متناول كل فردٍ منا فى أى وقــتٍ شاء . إذا ساورك الشــك فى وجود الله فاستمع للتسجيل الصوتى المباشر من الله يحدثك عن وجـــوده وعن عظمــته عندما تقرأ القرآن أو تســـتمع إليه من المقرئين . إذن ليس هناك حجـــةٌ على الله لأى كائنٍ من كان ما دام المصــحف فى متناول اليد فى كل أركان العالم ، وبكل لغات العالم ليفهموا معانيه . وتعلم لغــة القرآن ليس بالأمر الصعــــب ، فقد تعلمــــها المســـلمون غير العرب من قـــبل ، بل وبرعــــوا فيها . ومعـــظم الناس اليوم يتكلمـــــون بأكثر من لغــــة فلم لا تكـــــون لغــــة القرآن إحـــدى هــــذه اللغــــات ! ويكــــفى أن يحفـــظ الفــــرد ســــــورة الفاتحـــــة ويتقنها لكى يؤدى الصــــلاة بها .
-------------------------------------------------------------------------
من الموســـوعة العلمــــية

" بلى قادرين على أن نســـوى بنانه "
ومعنى الآية أن اللــــه تعــــالى وبعـــد أن تكـــــونوا ترابا وعظــــاما قادر على أن يعيدكــــم مرة أخرى بذات البنان الذى كـــــنتم عليه . أى بذات البصــــمات التى كــــنتم تمــــيزون بهـــا بعضكـــــم عن بعض فى الحياة الدنيــــا . وهى بحــد ذاتهـــا فى الدنيـــا معجــــزة الخلــــق البشـــــرى . فلا تتســــاوى بصــــمات إنســــان مع آخــــر منذ أن خلق اللـــه آدم وحتى آخــــر مخلــــوق قبل يوم القـــيامة . وشـــكل البصـــمات على اليد تتراءى للإنســــان أنهــــا واحــــدة . ولكــــن هى بالفعـــل رســـــومات إلهـــــية مختلفـــــة تمــــيز أى إنســـــان عن إنســــان آخــــر وحــــتى يوم القيامــــة .