* وفي رواية أخرى عن كيفية موتي تقول : أنني قد هجوت إسماعيل بن أبي سهل وهو من كبار القوم في زمنه وتعرضت له ولأمه في إحدى قصائدي ووصفته بالبخل الشديد فحقد عليّ بن أبي سهل وأضمر لي الشرّ فعمل وليمة دعاني إليها ودسَّ لي السمّ في شرابي فلم يقتلني السمّ إلاّ بعد أربعة أشهر من شربي إياه .
* ويقال أيضاً في كيفية موتي أنه وبسبب فسقي ومجوني ندمت ندماً شديداً في أواخر حياتي وأردت أن أكفَّر عن ما فعلته من فسق ومجون فانعزلت للتعبد والذكر ويقول ابن هفان وهو من أشهر رواة شعري ومن المقربين مني:
(أن أبو نواس حين اشتد به المرض وازداد وجعه وتمعطت لحيته وتغيرت حالته دخل عليه صديق له وهو يحتضر وسأله :
- يا أبا نواس كيف تجدك ؟
قال : أجدني على الحق وإنا لله وإنا إليه راجعون على ما قدمت ويا حسرتي على ما فرطت في حق الله سبحانه ثم أنشد :

ويقال أنه مات من ساعة انتهائه من إنشاد هذه الأبيات )
هذا والله تعالى أعلم
........................
وبالنسبة لاتهامي بالشعوبية والكفر فلم أكن كذلك لأنني لو كنت كذلك لجاهرت به لأن من صفاتي الجهر بالشيء حتى وإن كان حراماً أو عيباً ،واسمعي سيدتي ما قاله عني نقاد عصركم :
لقد وجد العقاد شبهاً بيني وبين الشاعر الإنكليزي بايرون(1788-1824م) ، الذي كان يتباهى بنرجسيته.
ويرى الباحث قدري العمر في كتابه (من الأدب) أنّني لم أتزوج وكنت أعشق شرب الخمر، وكنت من أصل فارسيّ، ولكنني لم أكن شعوبياً: (فلو كان شعوبياً لظهرت شعوبيته بوضوح، ولجاهر بها، لأنّ أبرز صفاته الجهر بما يضمر، بل هو يرى الغم في الكتمان، وتمام السرور بالإعلان) فيجاهر أبو نواس بشرب الخمر إذ يقول:

.............
تحياتي العطرة