الموضوع: ---- حِــوَار ----
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2020, 11:39 PM   رقم المشاركة : 1
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ---- حِــوَار ----

- أشباحي لا تُسعفني استحضاركِ...

-- لا تحتاجُ الأشباحَ لاستحضاري!

- ولكنِّي أتعبُ كثيراً محاولاً تهيئةَ خيالي مراودَتكِ حُلولَ عالميَ المأفونَ هذا...
وكثيراً ما كُنتُ أصطدمُ بمَلمَّاتٍ، تنتزعُ من هذياني إيراقةَ الرَّاحةِ الممتنعةِ من الولوجِ دهاليزَ أوقيانوسِ وحدتي...

-- ألم نتفق أن تكتبَ جسراً من المعاني يصل بين عالمَينا؟!

- بلى...

-- أعلمُ أن اقترافَ الكتابةِ ينهشُ في الأعماقِ كذئبٍ جائع شرسٍ فتَّاك...

- هذا عداكِ عن زنزانتيَ التي قمعتْ روحي، في سراديبِ الجماداتِ القميئةِ التراكيب..
وعندما أصِرُّ مندفعاً عازماً عناقَ كائناتكِ الهلاميَّةِ، أتعثَّرُ بمطبَّاتِ الصَّحوِ المكفهرَّةِ الأقانيم...
تلتهمُني!

-- الإغماضاتُ التي عوَّدَتكَ زيارتي، إلى جانبِ استغراقاتٍ أخرَ، تمرَّستَ مُزاولَتها، تُعينُكَ إلى حدٍّ بعيدٍ...
ثَمَّ تجدُني بينَ بينِكَ قابعةً مُتأمِّلةً - كما اعتَدتَني - فيكَ!
أرمُقُ تفاصيلَ ملامحكَ التي تحملُ الدِّفءَ والحنانَ حتى عنانِ السَّماء...

- أَوَ احتكرتُ التَّعبَ علَّني! حتى باتَ زاداً لا تشبعُ أعماقي اجترارهُ، دونَ معالمِ سُمنةٍ تُتخمُ مرامي أفكاري فيكِ؟!
فأخبريني؛ كيفَ لي براحةٍ، تنتهِكُ قداسةَ انهماكي تولُّهي ذكراكِ؟!
مع ما أحملُ من شجونٍ ومجونٍ قضَّت مضاجعي! وحوَّلتني رفاتَ شعورٍ بروحٍ أنهكها فقدكِ؟

-- يا وحيدي... احتمالاتُ الرَّاحةِ ضئيلةٌ، في ظلِّ التَّوهُّمِ على شفا برزخِ الثَّلجِ والنَّار!
تتكاثرُ احتياجاتُ الرُّوحِ أملاً باكتفاءٍ ما!
ولكنَّ توخيَ السَّكينةِ؛ مطلبٌ مشروعٌ لكلينا، ولو تناهت مقارباتُ حدوثه نحو العدمِ، بخطواتٍ ثابتةٍ أنيقة!
صحيحٌ أنَّ لقاءاتِنا تكتنزُ تحليقاً وراءَ عوالمهم
الدُّنيويَّة التافهةِ؛ إلا أنَّها ستبقى حائلاً دونَ التقائنا حتَّى حين...

- مللتُ زنزانتي...

-- أطلقْ سراحَكَ إذن، وتعال اغمرني بكَ عُنوةً، تخترقُ حواحزَ الليلِ السَّاجي أمداءَ الحياة!
وضُمَّني مابينَ تلكَ المفاصلِ الكينونيَّةِ، علَّني أحياكَ مجدَّداً!
أو تحياني أغوارَ زنزانتكِ الموقوتةِ، كإغفاءةٍ محترَّةِ المضامين...

- هئت...














التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس