السؤال (18):
(ينعق(
ﭧﭐﭨﭐ
ﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠالبقرة: ١٧١
يا ابن عباس: أخبرنا عن قول الله عزّ وجلّ: (يَنْعِقُ) .
قال:شبّه الله أصوات المنافقين والكفّار بأصوات البهم أي لا يعقلون.
وهل تعرف العرب ذلك؟
قال:نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم(1)وهو يقول:
هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي
ولم تنعق بناحيــة الرّبـــــــاق
(المعاني)
يَنْعِقُ
الجذر: نعق
الأصل: يَنْعِقُ
معناها بالإنجليزية: shouts
· يَنْعِقُ﴿١٧١البقرة﴾يصوت ويصيح
· نعق:نعق الراعي بصوته: قال تعالى: ﴿كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء﴾ ]البقرة/171[.
· يقول الحق جلّ جلاله: (وَمَثَلُ) واعظ (الَّذِينَ كَفَرُوا) وداعيهم إلى الله (كَمَثَلِ) الراعي الذي يرعَى البهائم، وينعق عليها ليزجرها، أو يدعوها فإذا سمعَت النداء رفعت رءوسها ولم تعقِلْه، ثم عادت إلى مراعيها، فلا تسمع من الراعي يزجرها (إِلَّا دُعاءً وَنِداءً)، ولا تفقه ما يقول لها، كذلك الكفار المنهمكون في الكفر، إذا دعاهم أحد إلى التوحيد لا يلتفتون إليه، ولا يفقهون ما يقول لهم، كالبهائم أو أضل. أو مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا في انهماكهم في التقليد والجهل، مع مَنْ يدعوهم إلى الله كَمَثَلِ بهائم الذي ينعق ويصيح عليها صاحبها فلا تسمع إِلَّا دُعاءً وَنِداءً ولا تفقه ما يقول لها، أو مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تعقل، كمثل الناعق بغنمه، فلا ينتفع من نعيقه بشيء، غير أنه في عناء وتعب من دعائه وندائه، ثم وصفهم بالصمم والبكم والعمى مجازاً،أي: هم صُمٌّ عن سماع الحق فلا يعقلونه، بُكْمٌ عن النطق به، عُمْيٌ عن النظر إلى أسبابه، أو عن الهدي فلا يبصرونه، فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ شيئاً ولا يتدبرون.
الإشارة:إذا تمكن الهوى من القلوب عَزَّ دواؤه وشقّ علاجه، وعظم على الأطباء عناؤه، فالمنهمكون في الغفلة لا ينفَع فيهم التذكير، ولا ينجح فيهم التخويف والتحذير، فالواعظ لهم كالناعق بالبهائم التي لا تسمع إلا دعاء ونداء، قد أعماهم الهوى، وأصمهم عن سماع أسباب الهدي.
[1] بشر بن أبي خازم: عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل، شاعر جاهلي فحل من الشجعان، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئا فجرح، وأسره بنو نبهان الطائيون، فبذل لهم أوس مائتي بعير وأخذه منهم، فكساه حلته وحمله على راحلته، وأمر له بمائة ناقة وأطلقه، فانطلق لسان بشر بمدحه فقال فيه خمس قصائد محابها الخمس السالفة، وله قصائد في الفخر والحماسة جيدة، توفي قتيلا في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية سنة (22) ق. هـ الموافق (598) م، رماه فتى من بني واثلة بسهم فأصاب صدره. (انظر: الشعر والشعراء 86. وأمالي المرتضى: 2/ 114. وخزانة البغدادي 2/ 262. والأعلام: 2/ 54) .