الموضوع: ---- حِــوَار ----
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2020, 01:11 AM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي --- احتياج

- إلى أين؟!!!

-- إلى حيثُ لا يبقى لدينا سوى الأطيافُ السِّحريَّةُ محطَّ تواصلٍ بريب!

- ...

-- صبراً جميلا...

- كيف أقنعُ المدى بانكفاءِ الرُّؤى مرمى أنظارِ الحياةِ مابيني وبيني؟!
أوَ أعودُ وحيداً طريدَ الحزنِ المدلهمِّ يستشري ورمهُ الفتَّاكُ خفقاتِ قلبي...؟!
لماذا ترحلينَ فقط!؟ وتتركيني منادياً، قمعَ الشَّجى نبراتِ صوتي، وتحشرجت بالأنِّ آهاتي!
أبتلعُ الألمَ جَرعاتِ صُهارةٍ قطَّعت محترَّ كبدي...

-- تنادي اسمي؛ فأعبرُ العوالمَ ممتثلةً أصداءَ احتياجكَ غامرةً بحنايَ كُلَّكَ...
تراني حولكَ... كما تشعُرني أربِّتُ - كما كنتُ - على كاهلكَ مشتفَّةً حرارةَ افتقادكَ إيَّاي...

- ابقي هنا...
يتيمٌ أنا دونكَ، أضعتُ السُّبلَ، عمَّها ضبابٌ مُتَّقدُ الأسى، غمرَ ناظريَّ، فتقاعست إدراكَ الواقعِ تأمُّلاتي!
أتخبَّطُ ممسوسَ الشُّعورِ، واهنَ الخفقِ، يائسَ الأحاسيسِ، بائسَ الحالِ، مجهداً حدَّ تلاشي روحي من جسدي...

-- ليتني...
وهل تحاملتُ على الفقدِ حتى امتثلَ أعنَّةَ غيابي؟! منطوياً تحت أكفِّ رغبتي في رحيلٍ قاصمٍ للحياةِ
ماوراءَ حيثيَّاتِ تواجدكَ عمري القصير؟!
تعلمُ أنني لم أقترف أحجيَّةَ الغيابِ عن سابقِ إصرارٍ وإرادة!
ضِعتُ منكَ وفيكَ في آن! وضاعت من أيامي مسرَّاتٍ حسبتني أحياها بكَ يوماً...
يوماً باتَ بعيدَ المنالِ يا ألبير...
كفكف دموعكَ الآنَ... لا أراني في عينيكَ حالَ غرقها بموجٍ عاتٍ، يثلمُ ملحهُ المركَّزُ شفافَ روحي!
ويؤججُ احترارُ الماءِ لوعة افتقادي صدركَ الدافئ... فيصلبُني صقيعُ الابتعادِ على بوَّاباتِ أمنيَّاتٍ مُعدمةٍ!
تلاشت مضامينُها إلى أمدٍ ليس بالقليل...

- خذي أشياءكِ معكِ إذن!
خذي ربيعكِ والخريف...
الأثير والأوراقَ والظِّلالَ والهمساتِ والكلمات...
معالمَ الخفقاتِ ومرامي النَّظراتِ وإحداثيَّاتِ الأمكنة!
الجدرانَ والغدرانَ وذرَّاتِ العطرِ والهواء...
خذيكِ... خذيكِ من عوالمي الشَّقيَّةِ، وأريحني ...

-- وكيف أحيا هنا إن لم يكن كلِّي هناكَ معك؟!
سِفارتي ليلٌ حالكٌ تقوَّسَ مرماهُ عَنانَ خيالكَ المحلِّقِ يستحضرني!
لا أحبُّ أن أكونَ وحيدةَ دونك! أحتاجُ الدِّفءَ حيثُ حللت! أحتاجكَ في كلِّ العالمين...

- ..........
















التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس