في أواخر ذلك الصيف ، وبدايات تساقط اوراق أيلول الذهبية ..
التقيا ..
وعلى حافة السؤال قال لها ..
ـ كيف هو وقع ايلول في روحكِ.؟
نظرت الى انعكاس وجهها في كوب القهوة ، وهي ترااجع شريط الذكريات ..
وبعد صمتٍ طويل نطق حزن عينيها :
ـ طريقٌ رمادي ، مبلل بالوجع.. كَ المطر حين يتدافع هارباً من السماء ..
صدقاً لا أجد اي سبب مقنع يدفع الناس للفرحة بِ ذبول الكون من حولنا في هذا الفصل ..!
ـ حدثيني عن الحياة اذا ..
ـ ليست قصة نهايتها سعيدة لِ تروى ..!
أدارت ظهرها وتلاشى طيفها مبللاً بالغياب ..
ـ إلى أين ..؟
ـ إلى هناك .. حيث لا أحد ..
ـ لماذا ..؟
ـ الرحيل هو الأمر الأكثر وضوحاً وصدقاً ..
ـ كيف ..؟
ـ في الرحيل تكون أرواحنا حرة من كل شيء ، ، كَ اوراق الخريف في تساقطها .. كَ المطر عند هطوله ..
ـ أوتحبين المطر ..؟
ـ لا ..
ـ لماذا ..؟
ـ المطر محزن في الغربة .. حيث لا أحد يقاسمك اجوائه ..
في كل قطرة يشدك الشوق اليه ..
ـ إلى من ..؟
ـ الوطن ، حيث لم يتبقَ احدٌ فيه سوى ذكرياتٍ متعبة ورائحة الجوري ..
مضت سريعاً ، حتى اختفت ..
ومازالت الأوراق تتساقط تباعاً ..