فكونوا كما كانَ ( الكميتُ ) مواليا
ستذكرني عندَ الرحيلِ لياليا = إذا شحّتِ الأصواتُ حين غيابيا
ولو أنّ طيراً في الصباحِ نشيدُهُ = بدا وسطَ آفاقِ السماءِ مواسيا
لأرسَلَ مِنْ فوقِ السَّحابِ مَدامعاً = وما انفكَّ حتى طافَ أقصى الرواسيا
إذا لمْ يكنْ عند المُصابِ مُفجّعاً = تجذّرَ مِن بينِ القبورِ لسانيا
وكيفَ احتمالي للوجومِ بحفرتي = وفي القلبِ آلامُ الطفوفِ مآسيا
ولمْ يبقَ بعد الموتِ دمعٌ لميّتٍ = ولكنني أستنزفُ القلبَ داميا
فما تُفجعُ الأشجانُ غيرَ مُكمّدٍ = وما تُقتِلُ الأحداثُ إلاّ الأمانيا
فما قلتُ شعراً والفؤادُ مُجاملٌ = ولا كانَ قلبي في المصائبِ نائيا
تجذّرَ في حُبِّ الحسينِ مِن الصِّبا = حنينٌ إلى أرضِ الكرامةِ ساعيا
فلَمْ أخشَ يوماً مِنْ عذولٍ وحاقدٍ = وما كنتُ أخشى في المجالسِ واشيا
إذا مرَّ ذكرٌ للحسينِ مِنَ الورى = بعثتُ الرزايا تَسْتَحِثُّ المآقيا
بكى كلّ مَنْ حولي وناحَ مِن السَّما = قريبٌ مِنَ العرشِ العظيمِ وهاديا
كأنَّ بيانَ الشعرِ حينَ أصوغُهُ = دموعُ ثكالى والنياحُ قوافيا
يثورُ كأزرِ العادياتِ بسيرِها = يسابقُ بالباعِ الطويلِ عواديا
وإني خبيرٌ بالشجونِ وبالأسى = فكونوا كما كانَ ( الكميتُ ) مواليا
وكيفَ اغتباطي في الحياةِ وسيّدي = غريباً قضى بين الفدافدِ ظاميا
هو النورُ للفردوسِ وهْوَ جمالُها = حبيبٌ إلى قلبِ الرسولِ وغاليا
فيا مَنْ بذكرِ اللهِ كلُّ كيانِهِ = ويا مَنْ لأنباءِ الرسالةِ تاليا
رثيتُكَ حتى صارَ دمعي جمرةً = وطاعَنْتُ حتى فُتَّ عَضدُ شبابيا
وكمْ عشتُ تبريحَ الحياةِ وخطبِها = بأحقادِ قومٍ لاتزالُ كما هيا
فباتوا على أركانِ حِقفٍ ومَكنسِ = ولمْ يأمنوا في البرِّ لدْغَ الأفاعيا
ألا ليتَ مَن باعوا الثمينَ بدرهَمٍ = أما كانَ أولى أنْ تُصانَ المعاليا
أرى البعضّ ذي ودٍّ بغيرِ مروءةٍ = إذا وَجَدَ الممنوعَ جاءكَ راجيا
هنيئاً لِمَنْ واسى الرسولَ بسبطِهِ = وكيفَ إعتذارُ المرءِ إن كانَ لاهيا
فبتُّ أناجي في القصيدِ أحبتي = كذاكَ عهدتُ القلبَ للسبطِ داعيا
فواللهِ ما أنسى فجائعَ كربلا = ولو ضمّني لحدٌ وأوهى عظاميا
أبو حسين الربيعي ( سراج ) – دبي 30/10/2020 13 صفر 1442 هـ |
الطويل
وسلامي للجميع لأني بعون الله سأسافر غدا إلى العراق