عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2020, 02:55 AM   رقم المشاركة : 7
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: كُنت معه/سلسلة قصصية بقلم عروبة شنكان


معه..كل الكبرياء

أغرقت الأغاني الوطنية عيوننا لم نعد نخشى الغد عززت تشرين في النفوس مشاعر الفخر والاعتزاز وكثيرا ما لمعت عيوننا بدموع الفرح ونحن نشاهد تداعيات العبور عبر شاشات التلفزة كنت طفلة في احضان الوطن الأم يوم حلقت طائرات ميغ فوق مرتفعاتنا وسهولنا طبع قبلة فوق جبيني وغادر مساحات غرفتي الواسعة لألقي بألعابي وأنزوي دامعة بانتظار طيف ربما لن يعود!
مرت الأيام وكبرت معها مساحات الخوف في قلبي، وتوسعت في شراييني آهات الحسرة والألم والمرارة كان القلق يملأ كياني غادرني الجميع تركوني أعبث بطفولتي كما شاء لي لأتعلم تهجئة الحروف الأبجدية وما إن وضعت الحرب أوزارها عاد كم هائل من الرجال يحملون أصدقاء لهم كانوا في ميادين الشرف والعزة فوق أكتافهم يكبرون تارة ويدمعون تارة أخرى!
تصدرت صور أبطال الحرب صفحات الجرائد اليومية طافت العالم ملامحهم العنيدة، كانت أوسمتهم لامعة تحت الشمس كما السيوف لاتعرف لها غمدا سوى في السلم، وتدمع عيني لم اعد ألتق به ذاك الطيف الذي غادر أيامي على عجل تجمدت دموع الفرح بنصر رجالنا إثر مصابي الكبير، لقد سرقت الحرب مني طيفاً أحنى عليّ ماتزال سهام عينيه تلمع في خاطري إني أراه ملوحا أمامي وهو يبتعد عني شيئا فشيئا شعرت باليتم بمرارة لاتوصف لكن ما إن لاحت راية الوطن خفاقة عزيزة أمامي وتعالت حناجرالطلبة مرددة النشيط الوطني حتى تمالكت نفسي وصارحتها بكل كبرياء لقد كان أحد شهداء الضربة الجوية الأولى !
تعاقبت دورة الحياة، لم أتعافى من جروحي ما إن غادرت مريولي المدرسي حتى التحقت بسرب قواتنا الجوية الباسلة لأنال مرتبة رفيعة بالعز والفخار وأُسجل أرقاماً في الملاحة الجوية لم يسجلها أحد قبلي، تقلدت الأوسمة تلتها شهادات التقدير توسدت سحاب سمواتنا العالية ودحرت طيران الأعادي مرات عديدة في كل مرة أرى طيفه يوجه ضرباتي الجوية يلهمني الخطط الدفاعية ثم يبتعد ويبتعد تاركا لي كل الأمل والشعور بالعز والفخار.
.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس