الى صديقي ، البعيد ..
كيف حالك يا صديق الصمت ..
يا من أحن الى مشاركته حول طاولة السكوت ..
لازلت اتذكر بعد كل تلك السنين ، كيف التقينا صدفة بسبب ضيق الحياة ، وزحام طرق الغربة بداخلنا ..
ف جرفتنا سيول تلك المدينة التي كنت تسكنها ، لِ نستريح على ذات الطاولة ..
لم نقل شيئا ابدا ..
أيامنا الخانقة تكفلت ب صنع لغة بيننا قوامها الصمت ، والتأمل في الفراغ الذي كان يسكننا ..
حتى دُفنت في افواهنا احاديث كثيرة ، ابتلعناها ك الغصص ..
ما أوسع مقابر صدورنا يا صديق الامس ..
،
ألن تزور موتى حديثنا الذي كفنته ب صمتك ..؟
أ لن ترش قبور ذكرياتنا ب حضورك..
أ لن تتلو سورة الفاتحة على أوجاع السنين الاخيرة ..
لعل روح الذكريات ترقد بسلام ..!