الحبيب مهند
كنت تلميذاً نجيباً، وها نحن نتتبع خطاكم الراسخة الواثقة في دروب الأدب، وهذا ما يغبطني ويجعلني أكثر حرصاً على البقاء.
نصك هذا المشحون بالأسى، والتساؤلات الكونية التي تداعب العدم كمحاولة لاستثارة الوجود، بلغة وجودية إيمانية، هو اقتراب من الغفاري الذي يثبت الوجود بما هو موجود.
هذا النص القريب كثيراً من الصوفية، والذي ينطوي على علامات استفهام وتعجب بصيغة الـ (نحن) يقودني إلى حوارٍ دار بيننا ذات مساء عن أنا الكل والكل أنا في نصوص الحلاج، بدلالة
"انكار وجهكِ بادياً بملامحي."
بعد إحصاء تبعثر الوجه، وهنا تأكيد على الـ (نحن)، وصولاً إلى موت الرجاء.
وما حزن الأشجار إلا دليل على حياة تقارع موت أو موت يشاكس الحياة حد الإستخفاف.
بدلالة :
جذع يئن من الحنين
و حروفنا في صدره
صرخاته سفر لغيمات السماء.
وبعد أن أتممت حديثي الذي انقطع منذ سنين حول صوفية الحالة، واسنفزاز المدرك الحسي لإدراك المدرك العقلي، أقول
هذا نص امتلك تكثيف قصيدة النثر بلبوس التفعيلة، وأعتبره من أجمل النصوص.
وصدق المثل البدوي القائل "عَرِّب وليدك عَرِّبا والنار من مِجباسها"
سعيد أنا بهذا النص الذي لم تطلعني عليه من قبل، وسعيد بثمرة تعبي.
لك بيادر ورد.