أمي وأمك
أزف الزمان بلمتي وشبابي
وبقيت وحدي أستحثُ وفاتي
وغدوتُ أسبح في الخيال محلقاً
وأناجي في طيف المنال حياتي
وشرعتُ في ذكرى تموجُ بخاطري
وتقيل عنِّي عثرة الخطوات
كانت بها الدنيا سعادة مهجتي
وزمام روحي من شتات حصاتي
وهبتْ فضاء الكون رقة قلبها
ودلتْ بعطفٍ في في مياه قناتي
باتت بكل الحب تشعل ليلها
سهراً تواسي انتي وشكاتي
وقلدتني حنان الصدر مشتملاً
على شرابٍ سائغ الجرعات
أمي وأمك قد أشاد بذكرها
ملك السماء برحمةٍ وعظات
وإليها أوحى في الكتاب بصحبةٍ
وفي سنة الهادي الإمام وصات
أزفت بطاعتها الجنان وأزلفت
بمكارم الإحسان والمنحات
في برها يحظى المطيع بدعوةٍ
وبها منال الخير والبركات
أوما سمعت بسيرةٍ عمن مضى
في بر أمِّه قد حظى بهبات
كان أويسُ من أبر زمانه
وببرها قد نال حسن سمات
حاز وسام المستجاب دعاؤهُ
وبه تجلَّى في تمام صفات
قد ظلَّ يرقب في الوفودقدومه
عمرُ وعنهُ ناجى كل مواتي
استلهم الخطَّاب بشرى محمدٍ
أثنى عليه الله بالصلوات
إذا أويسُ قد أتاك وصحبه
فأظفربه في بغيةٍ ومنات
كان مجاباً للدعاء ببره
أماً له في ضيقةٍ وسعات
ولنا مثالٌ في في الصحابة إسوةً
وإليك حارثةٌ مثال أساتي
قدنال في رؤيا النبي كرامةً
في جنَّة بتلاوة الآيات
وأشاد يثني في المقال عبارةً
(فكذلك البر) ونهج هداتي
فأرفق بأمك يابني فإنها
رحمى لك في جنة وفرات
شعر الأستا/مهدي ناصر الرفاعي