اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مرحبا أستاذي مصطفى و رمضان مبارك و كل عام و أنت بألف خير دعني أبدؤ من حيث قولك : ما أشرنا إليه آنفا تزكيه ممارسة أو ممارسات أدباء راهنوا على نهج مسار معين متخذين من الالتزام مبدءا غير قابل للمساومة عليه ،لكن بعد لأي هبت رياح الصيرورة التاريخية فجعلت هؤلاء الأدباء يغيرون مراكبهم الشراعية فأبحروا في اتجاهات مخالفة و و مضادة لاتجاهاتهم التي كانوا عليها ،و بذلك تكشفوا عن انتهازية ميعت مفهوم الالتزام و أفرغته من محتواه ،و جعلت منه مجرد ذريعة لتحقيق طموحات آنية شخصية ضيقة،كما أكدت بالملموس أن تلك الشعارات التي كانوا يهتفون بها كانت زائفة رفعت من أجل الخداع فقط. للأسف أستاذي هذه الشريحة هي الغالبة اليوم في عصر عولمة كل شيء حتى الأفكار و المبادىء فصار المتمسك بمبدئه و الحر بفكره و المتحرر من قيودها كالقابض على الجمرة، وحيدا إلا من رهط قليل حافظوا على ما آمنوا به فآزروه و لا نبتعد كثيرا و دعني آخذ لك أمثلة بسيطة نعيشها في واقعنا اليومي و لمسناها لمس اليد تتغير الحقبة،و تتغير التجربة،و تتغير الشخصيات الحاكمة في بلد ما أو موقع ما، و تتغير الظروف... فيتغير لون قلم الأديب حسبما مالت مصلحته الذاتية التي طالما صدقنا أنها آخر ما يفكر به يوم كان يطرح أدبه على أنه منزه من كل تأثير أو إملاءات من الغير... هنا يأتي جوابي على سؤالك الأول : إن كان يؤمن بفكر ما و كم كتب عنه و كم تأثر متابعون بقلمه، فصار لزاما عليه الحفاظ على ما آمن به، و لكن إن ثبت خطأ ما آمن به و اعترف صراحة بأنه كان مضلل حق له أن يغير مسار قلمه و وجهته و إلا فهو مطالب بتغيير أفكار من تأثروا به فيما مضى، ولكن على أن يكون التغير مشروعا، فلا أرضى مثلا بأديب يطرح قضية فلسطين هي الأساس في قضايا أمتنا العربية و حلها لا يكون إلا بحمل السلاح ضد الكيان الصهيوني ثم يتغير قلمه إلى ضرورة الاعتراف بدولة الكيان المسخ اللقيط متذرعا بتغير المرحلة من مرحلة صراع إلى مرحلة تفاوض و لا يقولها صريحة مرحلة تنازلات !! و هو ذاته سيكون جوابا لسؤالك الثاني عن ما معنى أن يكون الأديب ملتزما : أنا أرى الأديب موقفا و كلمة و مبدأ و كلمة حرة و الالتزام هنا أن يكون عند عهد جمهوره به لا أن يتحول كالبندول مع تحول الظروف و لا يتلون كل مرحلة بلون... كلمة أديب كبيرة جدا، و عميقة بمعناها، و ليس سهلا إطلاقها على كل من مارس الأدب - برأيي- فكم من أديب كتب و كُرِّم و أشاد الناس بما كتب، و لكنه لم يكتب، فهو جهد غيره المسروق - بشرعية - مقابل حفنة مال أي أنه حرف مرتزق ! و كم من أديب كتب ما لا يؤمن به أي و كما ذكرت حضرتك لا إحساس بالصدق فيما يكتبه إذن ليكون نتاجه هو أولا، و ليحافظ على مبادئه بتغير الظروف، حينها نقول عنه أنه أديب أديب... سلمت أستاذي على هذا الطرح و صدقا أقولها موضوعك يفتح أبوابا كثيرة لنقاش مهم في زمن صار من المهم جدا أن نقول لبعضهم أنك لست بأديب لما نلمسه من زيف حرفه المتلون !! تحياتي لك و لحرفك السامق أيها الشاعر الأديب. شكرا لك أستاذة وطن النمراوي على هذا الرد الضافي النام على وعيك بالكتابة و بدورها في الحياة ،و أنا أتفق معك فيه جملة و تفصيلا. شكرا لك مرة أخرى.