تأبّط غرباً
ذكرتْ كتبُ التاريخِ بأنّ تأبّطَ شراً
كان شعاعاً
بين الأوساطِ الشعبيةْ
يحكي شعراً
يحملُ أفكاراً ثوريةْ
يغزو فجراً
ليوفرَ قوتَ المحرومينْ
**********
لكنَّ تأبّطَ غرباً
جاب الصحراءَ ينادي بالسنسكريتيةْ :
(دولارٌ ينطحُ دولاراً
والحجُّ تحوَّلَ عن مكةَ
والعالمُ أصبحَ أصغرَ من سمِّ الإبرةْ)
واستنفرَ كلَّ الطاقاتْ
جمّعَ كلَّ صعاليكِ الأرضِ بواحتِهِ الصحراويةْ
ليعلمَهم كيف يكونُ الحجُّ إلى البيتِ الأوحدْ
وكيفَ سيُغتالُ الحلّاجْ
وكيفَ يصيرُ مصيرُ الأمّةِ لوحَ زجاجْ
وتوقّفَ بندولُ الساعةِ
مرّتْ حقبُ
نضجَ العنبُ
وانسابَ النورْ
من قلبِ العتمةِ والديجورْ:
(أفكارٌ تمسحُ دولاراً
والحجُّ يعودُ إلى مكّةَ
والأرضُ اتّسعتْ
لكنْ ما وسِعَتْ
قبراً لزعيمِ كلابٍ قد مات وحيداً
كالشاةِ الجرباءْ
في ليلِ شتاءْ
قالوا لي :
ما من أحدٍ
يرتادُ ضريحَ الكلبِ سوى كلبةْ
وقطيعِ جراءْ