عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 07:33 PM   رقم المشاركة : 3
أديبة
 
الصورة الرمزية شروق العوفير





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شروق العوفير غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سَوْط القَدَرْ
0 ليتني...
0 فوضى إحساس

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

شاعرنا صاحب النونية رائعة الاشعار

تنتمي إلى قبيلة مخزوم التي يتحدّر منها القائد خالد بن الوليد والشاعر عمر بن أبي ربيعة.


عشت في قرطبة وكنت ذا مواهب جمة وكانت قرطبة تحت حكم بني جهْوَر الذي

يعد عصره أزهى عصر أدبي في الأندلس، وفي شبابك كنت تتردد على الصالون الأدبي

لولادة بنت المستكفي فنشأت بينكما علاقة حب متبادل لاسيما في بداياتها.


شاركت في الأحداث السياسية وتوزعت حياكه كلها بين الحب والسياسة معاً

وقد قرّبك أمير قرطبة إليه وولاك الوزارة وطابت لك الأيام بين الحب والسياسة

والمناصب والزيارات المتبادلة. على أن هذه السعادة لم تدم طويلاً فقد نافسك فيها وزير

آخر هو ابن عبدوس الذي راح يكيد لك مع جملة من الحسّاد والمنافسين،

وقد أفلحوا في دسائسهم وسجنت لأسباب سياسية مفتعلة، ومكثت في السجن عامين،

وانت تنظم الشعر في استعطاف ابن جهْوَر من دون فائدة وفي الوقت نفسه لم تنس حب

ولادة وانت تعاني عذاب السجن، فكنت ترسل إليها القصائد الرائعة وتؤكد حبك لها،

ولما يئست من عفو أمير قرطبة عنك لجأت إلى الفرار من سجنك، وأقمت في ضاحية

قرطبة متوارياً عن الأنظار وأقبل عليك الربيع وانت هناك،


فنظمت قصيدتك المشهورة التي يحفظها معظمنا، ومطلعها:

أضحى التنائي بديلاًً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا

أما ولادة التي لم يخلد ذكرها لا بهاؤها ولا ادبها انما خلدها شعرك فقد بقيت

في أول الأمر على حبها لك ولكن لم يحصل لقاؤها بك لدواعٍ سياسية مختلفة

فكتبت إليك أبياتاً أولها:

ألا هل لنا من بعد هذا التفرّق سبيل فيشكو كل صبّ بما لقي

ولم تلبث أن سئمت الانتظار وكان الوزير ابن عبدوس مستمراً في محاولة التواصل معها،

حتى وجد قبولاً لديها فانصرفت إليه.

وفي تلك الأثناء مات أمير قرطبة ابن جهْوَر، فعدت إليها وانضممت إلى ولده

وكنت صديقاً له، فعاد الحسّاد إلى مناوئتك، فانتقلت إلى إشبيلية متصلاً بأميرها

عبّاد الملقب بالمعتضد، فجعلك هذا وزيراً له.

ومما يروى عن حياة ولادة فهي بنت المستكفي آخر خلفاء الأندلس،

وقد كان سيئ السيرة ضعيفاً، مجاهراً بالملذات فخلعه أهل قرطبة، ومات مقتولاً

أو مسموماً، وكانت ولادة يومئذ في السادسة عشرة من عمرها،وقد ربى ابنته

على حياة لاهية عابثة تلائم سيرته، وكانت في الوقت نفسه أديبة شاعرة،

حسنة المظهر والمذاكرة، وكان لها في منزلها بقرطبة مجلس أدبي أشبه

بمنتدى سكينة بنت الحسين في المدينة المنورة، وهذا المجلس كان يضم

عدداً من الشعراء والأدباء والظرفاء.

وكانت ولادة في المغرب كعليّة بنت المهدي أخت هارون الرشيد في المشرق ببغداد

فلا عجب أن تهيم بها وتقول فيها القصائد الذائعة طوال حياتك

ولما عدت إلى الوزارة بعد سجنك عادت إليك ولكن بعض الجفاء كان يسود علاقتكما

ولاسيما أنك أظهرت ميلاً إلى جارية لولادة، بديعة تدعى «سكرى»

وهي إسبانية الأصل، شقراء،وهذا ما أغضب ولادة وبدأت النفرة تستحكم بينكما واستغلّ

ابن عبدوس ذلك فراح يتقرب إليها.

ويروى ان ولادة كانت امرأة لعوباً، متقلبة، لا تعرف الإخلاص في الحب،ولم تتزوج في حياتها

ولها أشعار يشيع فيها العبث والإقذاع، ومما يمكن روايته لها، قولها:

أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها
أمكّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها

و حتى ابن عبدوس لم تخلص له في حبها بل اتخذته هدفاً للعبث به والترويح

عن نفسها، وهذا ما دفعك إلى إنشاء الرسالة الهزْلية التي أرسلتها إلى ابن عبدوس

على لسان ولادة تهزأ به وتهجوه بكلمات قاسية.

انطبع شعرك بالجمال والقمة وانعكست اثار الطبيعة الخلابة عليه

فجاء وصفك للطبيعة ينضح بالخيال ويفيض بالعاطفة والمشاعر

الجياشة كما امتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى فكان وصفك

مزيجا عبقريا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة

كنت صادقا بعيدا عن التكلف تميل الى التجديد في المعاني وابتكار الصور الجديدة

كلما ذكرت الاندلس الا وتبادر الى الذهن اسمك ويوجد بقرطبة اشياء كثيرة

تخلد ذكراك منها عامود من الرخام في أحد الميادين نقش عليه بيتين من شعرك

لم يكن أجمل من نقشهما إلا معناهما

يا من غدوت به في الناس مشتهــرا
قلبي يقاسي عليك الهم والفـــــــــكر


إن غبت لم ألق إنساناً يؤانســــــني
وإن حضرت فكل الناس قد حضروا








  رد مع اقتباس