بين العاشق والمُشفق
دارَ الحبائبِ قد مَررتُ فهالني
عِطرُ الصِّبا ، وَالوخزُ في الأكبادِ
ذكرى العَواطفِ وَانسجامُ عهودِها
في رقِّةِ الأشجانِ وَالأعيادِ
ما بينَ جُوريٍّ تمايلَ عَرفُه
وظِلالِ توتٍ سَابقِ الإرفادِ
نهضَ الشُعورٍ بعَبرةٍ مَكلومةٍ
هزَّ البَنانَ مُناديًا بالحادي
جُدْ لي بما تحكي الخزامى وُدَّهُ
مُستفتحًا بصبابةِ الإنشادِ
هذي دروبي ، هذهِ أنفاسُنا
آثارُ قافيتي ، وَ شهْدُ سُهادي
غرّدْ بأنظارٍ توسَّدتِ الحشا
لا ترحلنَّ ، عَسى تؤوبُ سُعادي
إنْ أوصَدَ البابَ الربيعُ فأربُعي
غيثُ الفؤادِ ، لسانُ كلِّ مُرادِ
يا دارُ دُليني عن الوَلَهِ الذي
أودى بدمعِ العاشقِ المِجوادِ
أو خبِّرينا عن أراكِ حَبيبتي
وأقاحِ قلبٍ للهَوى عوَّادِ
فزمانُ أشواقي تبدَّلَ حِسُّهُ
وَالزَهرُ مَلَّ حَرارةَ الأصفادِ
عافَت مَياسمُهُ إشاراتِ المها
وَتلفَّعتْ بمعالمِ الأجوادِ
واستحسنتْ شأنَ الشُؤونِ استرسلتْ
بوميضِ طَيفٍ من صَميمِ الوادي
نظَرُ الحِسانِ وجاهةٌ ، في إثرِها
كَرَمُ الكؤوسِ ، وَنشوةُ الميعادِ
سُقيا تُساعفُها روائحُ جَنّةٍ
حكمتْ بوصْلٍ رائحٍ أو غادِ
وهيامِ وِردٍ من مَذاقِ حقيقةٍ
رُوحًا تُصافي شاهدَ الأجسادِ
فإذا تمكَّنتِ المشاعرُ سَاقها
نحو المعارجِ مَذهبُ الإرشادِ
يا دارُ فارتقبي إيابَ لطيفتي
فالذكرُ قصدي والفضيلةُ زادي
تُبدي الحنينَ مواهبٌ شرقيةٌ
وَتعيدُ بالإقبالَ شوطَ ودادي
لا تهجرُ الإشراقَ بل تئدُ النوى
في سِرّها أو سَيْرِها المعتادِ
من بعضِها الأملُ الشذيُّ وَرحلةٌ
تهمي على الأيامِ بالإسعادِ
من سُنَّةِ العشّاقِ تغزلُ فجرَها
تحدو بوجهٍ أبيضٍ وأيادي
أذِنَ الحبيبُ فشادَ زهوَ متونِها
كي تَرفعَ النُعمى نوالَ بلادي
وَ تغادر النَكَباتُ أفنانَ الحمى
وإذا بإلفي زاهرُ الأمجادِ
يُلقي بأحمالِ اللُّقى مُستغرقًا
بالحُبِّ والرُحمى مع الأولادِ
من بحر الكامل
*(( 2 / 4 / 2021 ))*