عرض مشاركة واحدة
[/TABLETEXT]نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













قديم 07-10-2021, 03:22 AM   رقم المشاركة : 1
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية محمد عبد الحفيظ القصاب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد عبد الحفيظ القصاب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
Oo5o.com (16) الشَّمسُ الغَرِيْقَة ...نَشْوَةُ الغرقٍ في الشَّمس


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[="width:900px;background-image:url('https://f.top4top.io/p_2009inzu82.jpg');"]




الشَّمسُ الغَرِيْقَة
...نَشْوَةُ الغرقٍ في الشَّمس

-------------------------------
يــــاذاتَ فرعٍ قد توشَّــــى أســــــودِ
فلقد ملكتِ صُـروفَ مـا ملكتْ يـــدي
*
يوماً بيومٍ تملكــــــــينَ سُجـُـــــونـَـهُ
قلبٌ، فقـدْ يأبـــى إذا لــمْ يُصْفـَــــــــدِ
*
ولقــد تـغرَّبَ كــلُّ حـــبٍّ دونـــــــــهُ
حتـَّـى تجـــــرَّعَ كأسَ ما لمْ يَـنْــفـَـــدِ
*
يحـــــيا على أملٍ بأنْ يبني بـــــــهِ
أملاً جديدًا إنْ يـــجدْ يتشهَّـــــــــــــدِ
*
قـدْ لامــــــهُ الدمُ واستطابتْ نـــــارُهُ
في المُهجةِ الثَّـكلى على ما تغتــــدي
*
وكما يليقُ بكلِّ مُعتـــركٍ بـَــكــــــــى
وتصادمتْ شفتاهُ بالشِّعـــرِ النــــدي
*
وتحمَّــــــلتْ عيناهُ سخطَ وقـــــــارهِ
فهـــــــــما بحادثـــةِ الهيـــامِ بِمُبْتـَـدي
*
لولا العيونُ لما تشـكــَّــلَ عــــارضٌ
كالحبِّ نعبــــــــدُهُ بــــرئــــدِ المعْبَــدِ
*
فإذا تجاسرتِ العيونُ فمـنْ أنـــــــــــا
حتى أُدارِي عنــــــكِ أولا أقـتــــــدي
*
كـلُّ العواطفِ فــي بساطةِ أمْـــــرها
تــبلى وتبقى في قشيــــبٍ أجْــــــــرَدِ
*
وفــــــؤادُ مغتــــربٍ على كـلماتـــــهِ
كـــفـؤادِ مـتـَّصلٍ ببوحٍ مُفْــــــــــرَدِ
*
ما الفرقُ بينَ صبابـــــةٍ وفصاحــــةٍ
وكلاهـــما بفــــــؤادِ غيرِ مُغـَــــــرِّدِ ؟
*
وإذا الغـــناءُ على لسانٍ أعــــــــوجٍ
كان الغناءُ فما السبـــيلُ لأبـتـــــــدي
*
فلقد رحلتُ عن البـــــــلاءِ من الهوى
أبدًا بعيدًا عن هواكِ المُلـْحِــــــــــــدِ
*
لا يبتــغي مـنـِّي أُذَلُّ لغــــــــــــــيرهِ
قــــدرٌ يزيدُ متاهـــــــــةَ المتشـــــرَّدِ
*
متشــــــرِّدٌ أيـــــنَ الصوابُ بذلـِّــــــهِ؟
بعد الوقارِ وبــــعد عيشٍ أَحْمَــــــــدِ
*
وهو الغريبُ علــى المنالِ وأهلـــــهِ
وينالُ جَهْراً رِفعـــــةَ المتجـلــِّــــــدِ
*
طعمُ الهوى تاهتْ مذاقـتــــه هـــــــنا
في طبعـه ِ فكأنــَّــــه لم يُوْلـَــــــــــــدِ
*
في فـُـسحةٍ لتذكـّـــِرِ الماضي بـــــــنا
همســـاتُ لونٍ ذابلٍ متمـــــــــــــرِّدِ
*
يطـــفو عـلى نسماتِ ليلٍ غـــــاربٍ
وقد استمالتْ ساغبَ الحبِّ الصَّــدِي
*
لم ينجذبْ في طورهِ وتمــامِـــــــــــهِ
فلقد تقلــَّــبَ في طريقٍ أَوْحَـــــــــــدِ
*
وتــهالـكَ السَغـبُ المريضُ بغربــــةٍ
مهما يباعـِــدْ قيــــــــدها تـتجــــــــدَّدِ
*
أعيتْ على نفسٍ تـُطالبُ بالفــــــــنى
ويُـدارُ كأسٌ فـــي لـــقاءٍ سَرْمَـــــــــدِ
*
فمــتى تُجاورْ نسمــةَ القـُـربى بـــــهِ
وتجمّــــــعَ الضدَّانِ فيــــهِ تـُخْـلـَــــــدِ
*
وتسافرُ الأيَّــــــامُ دونَ مَعالـِــــــــمٍ
في الذاتِ ترْسو حاضِراً في مَـتـْـلـَـدِ
*
تَتَناغَـمُ الأحْقــادُ فـيـما حُـكــِّمَـــــــتْ
حتى تسيرَ مع الفلاحِ المـُـفـْسِــــــــدِ
*
أحـــقادُ منصرفٍ إلــى أحلامِــــــــهِ
وعذابــهِ منْ واقعٍ لم ْ يُـنـْـشَـــــــــدِ
*
ولـقـدْ تعـلــَّمَ في حيــــاةِ فــــــــــؤادِهِ
رشفَ السعيرِ بفيضِ شوقٍ مُوْقـَــــدِ
*
وسعيرُ نائـمـةٍ على أوتــــــــــــــارِهِ
تــْـلقى الأمـانَ على حساب المَقـْصَــدِ
*
ألحـانـُــهُ محروقةٌ في ظــنـِّــــــــــــها
وغناءُ رقصتـــها خـــــلال المَشْهَــــدِ
*
وهو المناهضُ في شفافــةِ لحـنـِــــهِ
نـَعيَ الحياةِ على تــردِّي المحْـتـَــــــدِ
*
والمرتـقــي آهاتِ أبــعــدَ غـيـهــــبٍ
سفرٌ تنوءُ بــــــه عقـــــــولُ الســؤددِ
*
في العقلِ بعضُ فصالــها وعقودهــا
تـَعبٌ سقيـــمٌ كالعـــنى للمِبـْــــــــــرَدِ
*
فادْعِي إلى قلــبــــي رحيقَ تفكــُّــــرٍ
في بعضِ حُسْنكِ علـَّــهُ أنْ يهتـــدي
*
إنْ كانَ هامَ على الرياضِ لحسنــــها
فمنِ اشتباهِ صفاتِ خلقٍ أغْـيَــــــــدِ
*
منكِ البصـــيرةُ للنـُهَى قــدْ أُعْجِـبَــتْ
بتناسُقِ الألوانِ فيـــــما ترْتـَـــــــدِي
*
ماالبحرُ،ما الشمسُ الغريقةُ، ماالهدى؟
كلماتُ طقسٍ في الــــهوى لم تـَــزْدَدِ
*
فمضتْ إذا هي لامستْ عِقدَ المُــنى
وتسـاتـلـتْ سرقتْ رقيـبَ تـنهُّـــــدي
*
فالـــعينُ تبصرُ في فضاءٍ ضيـِّــــقٍ
والنفسُ فيـــهِ أتلفــــتْ سـِرَّ الــــــغـَـدِ
*
هي لمْ تـَصِلْ عند َ العذابِ لـكـُـنْـهـِهِ
فكثـيرُ إفــلاتٍ لفكـــرٍ مُوْصَــــــــــدِ
*
وقليلُ إحكامٍ علـــى شـهــواتـِـــــــــهِ
إلاَّ بمـا رَجَعـَـتْ لِعَجـْــــزٍ مُــلـْحـَــــدِ
*
ماالفكرُ، ما الإيحاءُ دون تصــــوُّرٍ؟!
وخيالُ ساحرةٍ تـُـذيبُ تجـلــُّــــــــدي
*
ما العشقُ إلاَّ فرحةً بتحـــــــــــــرُّرٍ
وطباعُ طيــــرٍ هائمٍ مستـــــرفــــــدِ
ْ
ما القربُ بالأجسادِ وصلٌ مطــــلقٌ
فالروحُ إنْ تـَـنعمْ بِبُعْـــــدٍ تـُـنـْجـَـــدِ
*
وأنا البعيـدُ عن اللقـاءِ بـــغربـــــــــةٍ
في العشقِ غيرُ سبيلـِـــها لمْ أســــأدِ
*
ما الروحُ لو سَـرَحَتْ بغيـر تـَصلـُّفٍ
إلاَّ تهادتْ في الجوى المتوحِّـــــــــدِ!؟
*
أنتِ الملاذُ إلى انعتــاق غموضـــها
فمتى تقـمْ بظــلالـــــــها تـَستـَـنْجـِـــدِ
*
وإليــكِ ترتــفعُ الخواطِــرُ صـفـــوها
في القلبِ بعضٌ منكِ غيــرُ مُقَـيـَّـــدِ
*
وكما تترجـمُ دانيـــــاتٌ خـمـرهــــــا
بالقدرةِ الأسمـــى بــذاتِ المـــــوردِ
*
فشعاعُ قـدرتـــها بســـرِّ سـُـــلافـــها
كشعاعِ رَوْحَيـــنا بســـرِّ الأكـبُـــــــدِ
*
قد كـــــان شعري فيكِ تيهاً قـاهـراً
والعشقُ لم يُخْـمـَـدْ ولـمْ يتــــــــــأوَّدِ
*
فكأنـــنــــي بكِ لســتُ أعرف جانباً
من أيِّ صُبحٍ جئتِ ما لــمْ يُـوجَـدِ؟!
*
دلِــــفَ الرقادُ عـــــلى هــــوانا مـثلنا
فـــالشوقُ والنجـــوى كوهـمٍ مُغـْمـَـدِ
------------------------------------
(53)
الأردن -90
محمد عبد الحفيظ القصاب



التوقيع

  رد مع اقتباس