صمتُ الّليل
صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ
وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ
وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ
بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ
وتظلّ الرّوح قعساءَ جوًى
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ
وأرتني كيف للحلمِ صدًى
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ
وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ
ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ
تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبرًا
لم تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ
ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ
واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هوانًا بالعهودْ
تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ
وأديمُ الأرضِ ينعي فرحًا
من خفوقٍ وظلامٍ للعبيدْ
بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيمًا لا القعيدْ
ما جمالٌ لك إلّا قمرًا
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ
عبثًا أهجوكَ يا ليلُ أسًى
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ
بحر الرّمل
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية