الغالية صديقتي الزهراء
حين دعوتني ضجّ فيّ الحنين وغدا يوشّي خطوي إليك...فيكسر كلّ الألجمة ويوقظ المفردات وخصب الكلام ..."حكايا فنجان قهوة" ارتشفناها بطعم مواجع الأرض أحيانا وبنكهة ما نبض فيها من صراع من أجل صباحات وسيمة لا يأخذنا فيها حزن ولا شجن...فكلّ ما كتبنا يا زهراء ظلّ يوتد قلبي في خيمة شوق إليك ...غير أنّ هذه الأزمنة رمت بنا في يُتْم فاحترقت أقلامنا وتعطّب الكلام واستعصت نواصيه ولعب بنا الوقت واستوطن أرواحنا الصّمت...فلا فكرة تتراءى بعريها ولا مفاتيح للأبجدية ...غمغمات وجع مقهور وأحلام مثقوبة و لا رايات للعبور....
ولأنّك لما دعوتني قلت لي "
الصمت سقطة خاسرة ، حين يرفل جبهة الفقراء المدمنين على مصطبة انتظار
الصمت عملة لا تبصر ظلال الوطن ، تنتمي لبورصة العدم"
رسمت أفقا من الآمال وتقمّصت روحك التي أعرف وسأعلن لك أنّي قررت اختراق هذه الحجب...سأهب لحبر الماء بيننا كلّ المسارب لكي تلد الأبجدية ويخصب الكلام بيننا كعادته ...سأروّض كل كلماتي النّافرة منّي وأبذرها على بياض الورق ...فتورق ...وتمضي جديلة لأحلامنا ومابيننا
زهراء
أكلّما مررت في أفقي أنرت غسقي فطرت معك ألاحق طيوب الكلام الذي كان بيننا ؟
أنا هنا صديقتي ...
أنا هنا وقد فاض دمعي تأثّرا برسالتك فالروح بك تفيض جمالا وتنسى مواجعها ...
"طفلتان على مرمى شوق مغمورتان صدقا ،يسحب الغزل ترنيمته من تلك الغفوة / غفوة الندى على خد صباح خلسة..
كم بقي من أشبار الارض السمراء؟"
فتعالي نؤثث خصب الكلام كي نلوّن وجه الوطن بالفرح والأمل
منوبية ذات وجد