عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2021, 07:22 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي سلامٌ إلى أرضِ الطفوفِ ومَنْ بها

سلامٌ إلى أرضِ الطفوفِ ومَنْ بها

ذرفتُ دموعَ الهجرِ في رسمِ حائلِ = وجاوبتُ نعيي في طلولِ المنازلِ

نأى كلُّ معروفِ الخِصالِ بجودهِ = وكلُّ عزيزٍ مِنْ أصولِ السَّلاسلِ

فلا النّجمُ يهدي ثاكلاً مُتحيّراً = ولا الندبُ يُغني عن طعونِ القساطلِ

أُخاطبُ أهلَ الدارِ هلاّ صَحبتُمُ = صبابةَ قلبي في مَسيرِ الرّواحلِ

بعثتُ بأشواقِ السنينِ لردْعِهِا = بكفِّ الأماني طالبِ للمناهلِ

تصابَتْ فزادَتْ في الفؤادِ شجونَهُ = ولمْ يردع ِ الخرقاءَ نصْحٌ لعاقِلِ

ووقعِ الأسى في القلبِ أعظمُ نكبةٍ = وأشرسُ مِنْ طعنِ العذولِ المقاتلِ

وما ذاك عن لهوٍ لها ودعابةٍ = سوى أنّ لدغاً مِن سُمومِ العواذلِ

فإنْ تعذريني فالصبابةُ ناقتي = أُحاولُ ذرفَ الدّمعِ نحوَ المُزائِلِ

إذا ما طيوفُ الشوقِ مرّتْ بليلتي = أهيمُ بوسطِ القيظِ مِن غير طائلِ

فكانَ سرابُ الصيفِ دربي وَمُنيتي = إلى كلِّ ركْبٍ قادمٍ غير َراحلِ

وما انفكَّ ذرفُ الدّمعِ حتى تورّمتْ = عيون ُثكولٍ مِنْ برودِ المَكاحلِ

وأجملُ مافي الكونِ عُمرٌ ذكرتُهُ = نواحيهِ خيرا ليس مثل َالأسافلِ

فما هيّجت ْفي النفسِ غيرَ التفكّرِ = ولا أشعلَتْ في القلبِ غير َ الرسائلِ

ولا زادَ شجوي في غيابِ أحبّتي = إذا القومُ بانوا كالنعامِ الجوافلِ

وإنّي لمنْ نسلِ الكرامِ شمائلي = أطوفُ بأصدافي كريمَ الأناملِ

وَعُذْتُ بربِ الكونِ مِنْ كلِّ عاذلٍ = يدوفُ نجيعَ السّمِ في قرصِ غافلِ

ومِنْ حاسدٍ غِلَّ الفؤادُ بعينِهِ = ولمْ يشكُرِ الرحمنَ في كلِّ نائِلِ

أماطتْ عيونُ الصُّبحِ عنهُ مَعاولاً = فأمْسى جَحوداً مُعْرِضاً كالمُخاتلِ

فما أخفتِ الأيامُ غلاً لحاقدٍ = كما أنها لم تُبقِ وصلاً لقاتلِ

أماطَتْ ستارَ الغدرِ عنْ كلِّ جاحدٍ = تنكّرَ جهراً عنْ عظيمِ الخصائلِ

فلا زالَ في الدُّنيا جحوداً لأحمدٍ = تقدّمَ ظُلماً في صُروحِ الأوائلِ

فإنْ تكُ تيمٌ قدْ أُجيزَ عِقالُها = على كلِّ صنديدٍ نقيِّ التفاضُلِ

فواللهِ ما ساوى مِنَ الرّملِ ذرّةً = لخيلِ كرامٍ في وطيسِ الجحافِلِ

فأيُّ نزالٍ خاضَهُ ببسالةٍ = إذا اختَلَفَ الرُّمْحان يومَ الجلائِلِ

فما أنجَبَتْ تلكَ الحروبُ أرانباً = ولا ماعزاً بين الأسودِ البواسلِ

تراها ليوثاً مِنْ عرينِ الضراغمِ = إذا الناسُ شدّتْ صدْرَها بالغلائِلِ

فما أبقتِ الآلامُ عُذراً لعاذرٍ = إذا كانَ ردُّ الدّينِ مِنْ غير طائلِ

وما تركَ الدّهرُ الخؤون لأمّةٍ = منابرَ وحيٍّ واضحاتِ المنازلِ

سوى ثاكلاتِ قدْ حبسنَّ مدامعاً = مِنَ القلبِ للأحزانِ عندَ الأماثلِ

إذا لمْ تكنْ عندَ الحسينِ مُكدّراً = وخاصَمْتَ فيهِ كلَّ باغٍ وباطلِ

ذهبتَ فلا أُنسٍ لديكَ ولا ارتوى = فؤادُكَ كأساً مِنْ عطاءٍ ونائلِ

فكنتَ وكانَ الحشرُ أقربَ ساعةٍ = إلى كلِّ جبارٍ وطاغٍ وسافلِ

فلا العبدُ محزونٌ ولا الحرُّ باسمٌ = ولا جحفلٌ يُفدي بيومِ التجادُلِ

فواللهِ مارقّتْ عليكَ محاجرٌ = وقُبّحْتَ في دهرٍ كثيرِ التخاذُلِ

فلمْ يبقَ راجٍ لمْ ينَلْ بعطيّةٍ = ولمْ يبقَ ناعٍ لمْ يفُزْ بالمقابلِ

فقُرّتْ قلوبٌ قبلُ كانتْ ثكولةٌ = ونالتْ عطاءً مِنْ سخيٍّ الأناملِ

تطوفُ بنا الدُّنيا وفكرُكَ ثابتٌ = ولا مبداُ يبقى لكلِّ الدواخلِ

فواللهِ ما ترضى دماؤكَ ذلّةً = مِنَ القومِ إلاّ بعدَ خسفِِ الذوابلِ

فكنتَ على أرضِ الطفوفِ رسالةً = ونكّسَ خزياً رأسُ كلُّ مُخاتلِ

تجلّيْتَ فانزاحتْ طغاةٌ وأُرمِستْ = علوجٌ وأمسى قائداً كلُّ عادلِ

أبى الطّفُ إلاّ أنْ تكونَ مُخلّداً = ولو كانتْ الأحقادُ ملءَ المكايلِ

يمرُّ عليهِ الحاقدون وتنجلي = غمامةَ صيفِ عندَ عزفِ البلابلِ

سلامٌ إلى أرضِ الطفوفِ ومَنْ بها = إلى كلِّ ليثٍ مِنْ عرينِ البواسلِ

تفيضُ دموعي والحشا مُتحرّقٌ = إليكَ اشتياقيِ بعد كلِّ التواصلِ

دبي – 18/ 12/ 2021 السبت 13 جماد 1443 هـ أبو حسين الربيعي

الطويل






آخر تعديل سراج الربيعي يوم 12-19-2021 في 06:20 PM.
  رد مع اقتباس