عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2022, 09:18 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي وهيهاتَ تبقى للحسينِ معَ الصّدى


رمَتْ عادياتِ الدّهرِ عبداً وسيّدا =سهامَ المنايا رائحاتٍ وعوَّدا

فلم أرَ في هذي الدُّنا غيرَ راحل ٍ = ولمْ أرَ فيها مِن عظيمٍ مُخلَّدا

كأنَّ لها كأساً يطوفُ على الورى =ليرسِلَ آتٍ للمَماتِ بمَنْ عَدا

وإنَّ رسولَ الموتِ في كلِّ ساحةٍ =بغيرِ حِرابٍ في النزالِ أو المُدى

ترجّلَ عندَ الفكرِ فارتاعَ صاغراً =ولا سيَّما لو كانَ نوراً وفرقدا

لعَمرُكَ مَنْ في الطّفِ ليسَ بميّتٍ =سيبقى مناراً لايهابُ مِنَ العِدى

مَضى في جهادٍ قدْ سمَتْ فيه أُمةٌ =ولمْ يبقَ حرٌّ في الورى ما تزوّدا

أنارَ طريقاً في الدُّجى غيرَ آبهٍ=ولو كانتِ الأحزابُ جيشاً مُجنّدا

لهُ في رحابِ الأرضِ صِرحاً مُجلّلا= أذلَّ بهِ الطُّغيانَ ذُلاً مؤبَدا

تراءى ، تسامى في الرسالةِ صابراً =فيا ليتَ نفسي كالحُماةِ لهُ الفِدى

فلمْ يبقَ حرُّ في البريةِ خائفاً =ولمْ نرَ سَيفاً في المعاركِ مُغْمَدا

ولمْ نرَ يوماً كالدّماءِ مَنابراً =إذا الدّينُ أضحى في النفوسِ مُهَدّدا

ولا عجبٌ أنْ يَرْسِمَ النَّصرَ مُبدعٌ =أبى بالكُماةِ الغُرِّ أنْ يتردّدا

كأنَّ تُرابَ الطّفِ صارَ قلائداً =على كلِّ ذكرٍ للحسينِ مُنضّدا

تهامَسَ مِنْ بعدِ الطفوفِ معاشرٌ =قتلْنا حُسيناً بالطّفوفِ وأحمدا

فإنَّ لها دَيْناً بعَرْصَةِ كربلا =أعدّتْ لها قبلَ الطفوفِ مُجدّدا

أبى الفكرُ إلاّ أن ينالَ مِنَ العِدى =ويجمعُ شملاً للكُماةِ مُبدَّدا

فلا يفرَحِ الباغي وإنْ عاينَ المُنى =فليسَ صُروفُ الدّهرِِ تترُكهُ غدا

ولكنْ أرى اليومَ الذي هوَ قادمٌ =فلا تحسبَنَّ الحقَّ يوماً مُقيّدا

فلا عجبٌ أنْ يهتفَ الكونُ باسْمِهِ =وهيهاتَ تبقى للحسينِ معَ الصّدى

فَمَنْ سالَ منهُ الدّمعَ خالطهُ الجوى =وظلَّ حزيناً بالعزاءِ مُكَمَّدا

فبينَ ضلوعي مأتمٌ ومنابرٌ =فكمْ حدّثتني بالحسينِ تهجّدا

فإنْ عشتُ دهراً فالعزاءُ وسيلتي =وإنْ متُّ أبقى للمصائبِ مُنشِدا

أبو حسين الربيعي – دبي 15/1/2022 السبت 11 جماد الثاني 1443 هـ

الطويل






  رد مع اقتباس