إنها زينبُ بنتُ المُكرمات
كيف لا أُدمي قلوبَ الصابرين
وأنا عندي الرواسي باكيات
إنّ في وسطِ السّما كان العزاء
يوم ما سالتْ دماءٌ زاكيات
يومُ عاشوراء يا يومَ المُصاب
فتَتَ القلبَ ودَكَّ الراسيات
عجباً تبقى نجومٌ في السماء
وعلى الطفِّ جثامين الحماة
وعلى التلةِ صوتٌ للإباء
أدهشَ الكونَ كباقي المُعجزات
أذعَنَ الدّهرُ لها يومَ الصمودْ
إنها زينبُ بنتُ المُكرمات
وقفَتْ ثمَّ انحنَتْ عندَ الحُسين
ترفعُ الأشلاءَ عزاً بثباتْ
لمْ تكُنْ إلاّ شريكاً في الطفوفْ
لبستْ ثوبَ المآسي الغاشيات
صرخةٌ في وجهِ طاغوتِ الزمانْ
نكسّتْ راياتَهُ دونَ قناة
لكِ خيلٌ وجنودٌ ببيانْ
أذهلَ الفرسانْ مِنْ كلِّ الجهاتْ
أينما حلّتْ ترى السهمَ كلام
وبيانٌ فاقَ حتى المُرهفاتْ
هذهِ الشامُ تراها أُمَماً
وحدتها بنتُ خير ُ الكائنات
لمْ ترَ الأيامَ إلاّ دِولاً
تلعبُ الريحُ بها والمُغرياتْ
ضاقتْ الدُّنيا بهمْ فارتحلوا
وكفى الموتُ بديلاً للحياة
رُبَّ طاغوتٍ مضى في بطشِهِ
فرَّ بالذُّلِ طليقَ الخُطوات
لمْ يكنْ إلاّ دروساً وعبَرْ
أينَ فرعونُ وأينَ الثروات
لكنِ الأحرارُ في يومِ الطفوف
سجّلوها وقفةً كالمُعجزاتْ
وَقفتْ بنتُ الهدى في صبرها
أوجزَتْ ما كان للناسِ عظاتْ
أينَ شمرٌ أينَ أزلامُ يزيد
ما لهُمْ في القبرِ غيرُ الحسرات
عجباً والناسُ تهوى ظالماً
يُغرقُ الأرضَ بقتلى ورفات
أرعبتهُ بنتُ أقطابِ الورى
فهي عزمٌ وانتصارٌ وثباتْ
سلَبَ الدّهرُ مصابيحَ الدُّجى
كانَ كالصقرِ سريعُ الفتكات
صبرُها حطّمَ أحلامَ الردى
فنراهُ اليومَ درباً للنجاة
فإذا الأنجمُ غابتْ في الطفوف
شعَّ مِنْ مَرقدِها ذكرُ الصلاة
أبو حسين الربيعي – دبي 23/2/2022 – 21 رجب 1443 هـ
الرمل