..
على شفا جرف المدينة
قُبالة السواحل الحزينة
ألقيت دفتري
أهرقت ما تبقى من مِداد
غرست منجلي
كي أحصد الأمواج من فوق السفينة
ثارت على زندي يعاسيب الحداد
وتماهت الجُرذان فوق ذُبالتى
تعدو بجوفي ولا تبرح أماكنها
وتنشر الطاعون في سنابك الخيول
وتملأ المدائن..
وتفرغ الخزائن
وتوقد الأحزان في ثُريّات العقول
ليحيا كل خائن
ويهنَى كل دائن
ويسقط الصمود
في مراحيض الجمود
***
فانهدّ من فرط العَنَا طود العنادْ
وانبث كالهشيم، كلُ سهلٍ.. كل حقلٍ
كل واحةٍ ووادْ..
تبعثر الصبار في غيابات الحقول
وهملج الجراد فوق صهوة الرماد
تعملق الفساد في الوهاد والمهاد
فأغرق البحار..
وهَشّم الجدار
تسلق المراكب
توطن الضلوع..
وطَوّق الجماهير العتيقة
الرقيقة..
والصفيقة
تسنّم المواكب
وأهلك الزروع والضروع
وأيبس الحديقة..
وأُطلِقت سلاسل العناكب
لترتعى المصائب

***
رغم الأنين..
رحت أجتلب الحصاة
وأحشر الحواة
من كل ركن في البلاد
كي أسرق العيون...
وأخطف الجفون
وأنحر المجون
واقفز الكمائن
لتكثر الزبائن..
وتعتلى القمائن..

***
لكن ...
نسيت يدي هناك
وأصابعي قد صودرت
ومشاعري الحُبلي ذَوَت وتحدرت
ومدامعي منذ الدماء تحجّرت
ونسيت أقلام التي
قد صنتها في مقلتي
ونسيت دفتريَ الموشى بالمآثر
والمحابر
ونسيت عزماتي المعدة للمخاطر

**
ماذا جرى.. ؟!.

هل ماتت الشموع
هل موكب القرنفل الحزين لن يضوع؟
أو قد هلك؟
هل أُسرجَ الأنين
في الضلوع
فأمحل الينبوع
لتطفر الدموع؟
أيعيث في أرجائنا ذئب الخنوع
أم أن بذر الغرقد المجنون قد شق الثرى ؟!
قد خاب في سِفر الزمان من اعتدى
ومن افترى
***
يا هل ترى ؟
من ذا الذي يسطيع دفع منيتي ؟
بمكعبات السكر المطحون
وبالعلك

**
في موسم الحصاد..
هل حان وقت الجوع؟
هل حان وقت خلاصنا بالأبرص المجدوع ؟!
بالمجرم المخدوع...
بغثاء سيل تالف ومخالف
لكل عهر يستبيح الطهر دينا
بالكلاب وبالذئاب.... وبالجموع..


***
كل الغواني في المغاني
قد نمت
وتعملقت
بمواكب الألق الحزينة
كل المآسي في أماسينا ظعينة

***
حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟
حتام ينبت في العَنَا رأسٌ أشلّ ؟
لا فائدة
الغيم يأكل بالشره
صفو المدينة

لا فائدة
تحيا هوام الضعف في أكفاننا
ولتسقط المدينة !!