عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2023, 10:01 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي مثلُ الحسينِ بكربلاءَ مُرمّلٌ

مثلُ الحسينِ بكربلاءَ مُرمّلٌ

كفٌّ تطيحُ ويستمرُّ عطاءُ =هي في الطفوفِ مناقبٌ وإباءُ

هانتْ عليكَ فما رَضيتَ بذلّةٍ =تُعطي وأنتَ الباذلُ المِعْطاءُ

آليتَ إلاّ أنْ تجودَ بأنفُسٍ =إنْ كشّرَتْ أنيابَها الهيجاءُ

مِنْ كلِّ ليثِ في الوغى فتكاتُهُ = قدْ دوَنتها بكربلا الشعراءُ

سِبطٌ أبيٌّ والرسالةُ همُّهُ =كفّاهُ للدينِ الحنيفِ فداءُ

بينَ النبوةِ والإمامةِ ينتمي =يشدو بهِ الأصحابُ والأعداءُ

مالي إذا ذُكرَ الحُسينُ تشُّدُّني=نحو العراقِ مواقفٌ وسخاءُ

ستظلُّ يذكُرُكَ الزمانُ ولمْ يكِلْ =حتى كأنَّ بيانُهُ إحياءُ

بُهِتَ الرَّدى فاسْتلَّ رُمْحاً آخراً =حتى كأنَّ سِلاحَهُ إصْغاءُ

إلّاكَ لنْ تحيا شريعةَ أحمدٍ =فتزاحَمَتْ مِنْ أجلِها الشّهداءُ

لولاكَ يستجدي الزمانُ مناقِباً =أنتَ الدّواءُ وهَلْ سِواكَ رَجاءُ

حاءٌ غدتْ للناسِ منبرَ أُمّةٍ =والسينُ كانتْ للسَّما أنباءُ

والياءُ في شرعِ الجهادِ عقيدةٌ =والنونُ في سُننِ الحياةِ عزاءُ

فتَظَلُّ يتبَعُكَ الزمانُ ولمْ يَجدْ =إلاّ إباءً ليسَ فيه فناءُ

إنّ الجهادَ متى يكونُ بأُمّةٍ =ما عاثَ في أوساطِها الغُرباءُ

حتى ابتدأتَ بكربلا متفانياً =كي لا يمَسَّ المُسْلمينَ بلاءُ

هَوَتِ الطُّغاةُ وأنتَ مَجدٌ خالدٌ =في كلِّ دارٍ مَعْلمٌ وضّاءُ

وتعيشُ تستسقي العقيدةَ أنفُساً =إنَّ العطاءَ لغيرِها إجفاءُ

ولِكمْ بذَلتَ مِنَ الدّماءِ سَجيّةً =في الطّفِ يرويها الرّدى وقضاءُ

إنّ الدِّماءَ إلى العقيدةِ شُعلةٌ =هي في الجهادِ خريدةٌ عَصماءُ

ولكَمْ تعجّبَ غاصِبٌ ومُكابرٌ =وتصاغَرَتْ في كُنهِكَ البُلغاءُ

ذُهِلَتْ صروفُ الدّهرِ واسْتَحْيا الرّدى =مُتراجعاً وكذلِكَ الغبراءُ

وكتائبُ الطُغيانُ نُكِّسَ رُمْحُها =وأُميةٌ في سَعيها خرقاءُ

لمْ يبقَ شيءٌ في الطفوفِ مُسالِماً =لِيَلوذَ في أركانِهِ الطُلقاءُ

لمْ تبقَ مِنْ سُننٍ بعهدِ أميّةٍ =تركوا السّبيلَ وغيّروا ما شاؤوا

القتلُ والتشريدُ يَشهدُهُ الورى =والأرضُ والتاريخُ والأرزاءُ

واجتاحَتِ الإسلامَ غيمَةُ حاقِدٍ =وتلَوّعَتْ مِن نارِها الغَبراءُ

يا بئسَ ما صَنعَتْ يداكَ بأُمّةٍ =وفَعَلْتَ ما لاتفعَلُ الحَرباءُ

فلإنْ حَكَمْتَ فلا لأنّكَ عادلٌ =ومِنَ العطايا طعنةٌ ورياءُ

ومِنَ الشماتةِ أنْ تعيبَ على الفتى =لتقولَ ما لا قالتِ الجُهلاءُ

حقدٌ وتدليسٌ بسُنّةِ أحمدٍ =واللعنُ والتشريدُ ليسَخفاءُ

إنَّ الضّغائنَ سُنّةٌ أُمويةٌ =ما آنفَكَّ يَسْجِرُ نارَها النُّدَماءُ

آمَنتُ في نهجِ الوصيِّ وآلِهِ =سارَتْ عليهِ بكربلا السُّعداءُ

مثلُ الحسينِ بكربلاءَ مُرمّلٌ =وعيالُهُ رَهْطُ الهُدى سُجناءُ

الصّابرونَ الصّامدونَ بكربلا =ما راعَهُمْ جيشٌ ولا هيجاءُ

بيضٌ الصّوارِمِ والقُلوبُ مَدارِعٌ =هي للحسينِ ذَخيرَةٌ وفِداءُ

ولِمثلِهِمْ سَجدَ الزّمانُ مُرَدِّدا =إنَّ الكُماةَ بمثلِهِمْ ما جاؤوا

وَلِكمْ تكالَبَتْ الطُغاةُ لدَفنِهِ =إنَّ الرجالَ بكربلا أحياءُ

هذي رسالاتِ الحُسينِ فهل لكمْ =قلْبٌ ، بأنَّ نجيعَهُ إمْضاءُ

وَهَبَ الأواخِرَ عزّةً ورسالَةً =وبذِكرِهِ يتقدَّمُ الشُّهداءُ

أبو حسين الربيعي – دبي 3/3/2023 – 10 شعبان 1444 هــــ
الكامل






  رد مع اقتباس