تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَيَنهَشُنِي مِخلَبُ الوَقتِ
تَقتَاتُ نَارُ المَقَاعِدِ قَمحَ انتِظَارِي
و تَلدَغُنِي فِي يَمِينِي عَقَارِبُ سَاعَتِيَ المُشرَئِبَّةِ مِثلِي
لِوَقعِ حُضُورِكِ ،
صَوتِ الأَسَاوِرِ فِي مِعصَمَيكِ ،
و نَبضِ التَّمَنِّي
هذا أروع مقطع في القصيدة.
تجسيم في منتهى الكثافة للامرئيّة الوقت خلال لحظات الغياب.
من مخلب الوقت، إلى نار المقاعد إلى قمح الانتظار إلى لدغة عقارب الساعة إلى صوت الأساور، يستحيل الغياب إلى أقوى حضورلغويّ ممكن للمرأة الغائبة. المقطع الأوّل شعلة من الاستعارات دفعة واحدة.
ثمّ تبدأ القصيدة في توليد صور أخرى بنفس أقلّ حدّة وتوهّجاً.
غالبا ما تكون ذروة القصيدة في وسطها أو في نهايتها. أمّا هنا فالقصيدة تولد من الذروة.. مباشرة.
تحيّاتي وإعجابي لك أيّها الشاعر الغنيّ عن المدح جمال مرسي.
ما قلته ليس أكثر من رأي متذوّقٍِِ لا أكثر، فتقبّل منّي.
مودّتي وتقديري.