عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2023, 09:25 PM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: قراءات لغادة السمان

الأعماق المحتلة\غادة السمان
وقفة على شمعة ..

لن نصدق بعد اليوم ان اشعال شمعه خير الف مره من لعن الظلام ..
كنا نشعل الشمعه ، فتدل على مكاننا ،
ونتلقى طلقه في الرأس .
وكنا نشعل شمعه ، وهم يشعلون فتيل الديناميت لنسف بيوتنا .
الصورة قاتمة .
حذار من الاكتفاء بلعن الظلام دعونا نحدد نهائياَ الاعداء المختبئين
في عباءة الكلمات السياسيه
المتقاطعه ولعبتها الجهنميه .
لان الظلام دامس والتشاؤم نتيجه شبه محتومة ,,,
وثمه من يحاول دفعنا اليها دفعاْ
دعونا نلجأ الى التفاؤل الغاضب المخطط ,,,،
لا التفاؤل الابله المسترخي الفج ..!!
***
لا تحزن ياصديقي ..

من زمان
كان هنالك من يعلم الاشجار ان تكرهنا . الغابات . السنابل . المراعي . الرجال . الثلوج
قرميد القرى النائيه . الحقول المرميه تحت النجوم الليليه . الطيور .
كان هنالك من يكتب على اوراق الرياح ، وقطرات الامطار ، سطور بغضه لنا ،
وينثرها فوق شوارع المدن وشرفات .
يكتب رفضه لنا فوق وجوه البسطاء الغربيين ، وملايين الطيبين عبر الشاشات .،
وصحفهم وافلامهم ويعلمهم كراهية العربي البشع واحتقاره .
وكنا نرى ذلك ونعرفه ونلتقيه بكل مكان ..
كتبنا حوله وعنه ناقشناه سئمناه ،، وسئمنا حروفنا المسفوحة أمام قدمي الحكايه العتيقه أياها ..
كتبنا من اقصى الرفض الغاضب ،، الى اقصى التفهم الودي المتسامح ..
اليوم هنالك بوادر تبدل جذري هناك هدف جديد انه الطفل ..
وهاهم يعلمون البذره ان تكرهنا قبل ان تصير شجره
يسقونها ماء الاحتقار .. يسقونها سخريه ماكره اسمها ..
بترول .. بترول
***
الرشاش أمير الشعراء ...

وسائل القمع كثيره .. الطفها التهديد ، وارحمها تنفيذ التهديد
وسعيد من تخترق الرصاصه رأسه وتقتله ، فذلك خير من التخويف المستمر
الذي يتحول مع الزمن الى صوت كابح في داخل ذات المبدع
ليخوفه من الكتابه بنت (الموقف)
: الافتقار الى حرية الكلمه ليس مبرراً لدفنها في كفن الهجر او غبار الصمت ،
بل هو مدعاه لاستنفارها وشحنها بالرفض المكهرب المتصاعد ،،
وبذلك تنضج الكلمه بدلاً من ان تتحنط .. وتتابع نموها ولو في باطن الارض،
بدلاً من ان تتعفن بذورها .. ولعل القمع الناري يستفز المزيد من حروفنا ،
فتأتي مختمره بالزمن ،، ناضجه على جمر القهر البطيء المستمر ،،
وقد تأتي ذات يوم أكثر نمواً واكتمالاً ..
***
من يزرع قلباً .. بسمكة قرش؟

كل شي يمضي صوب القسوة ... الحبيب يتحول قيداً .. الصديق يصير فخاً ..
الحكام يلعبون الشطرنج بأطفالنا .. المؤسسات تتبارى في إبادة اكبر عدد ممكن من قيمنا وأرواحنا وضمائرنا
بأساليب مبتكره وعتيقه
انه زمن بلا حنان ،، على الصعيد الشخصي ،، السياسي ،، الاقتصادي والعسكري
زمن بلا رقه ،، زمن منشاري كأسنان سمكة القرش ؟؟؟
مرعب كنظرتها ..
فمن يزرع قلباً لزمننا الشرس .. وعصرنا الافتراسي الذي يشبه سمكة قرش جهنميه شيطانيه؟؟
***
كوابيس ...!كابوس .. (1)

انه الليل.
ليل المتفجرات والرعب. ليل الارواح الهائمة الغاضبة ، التي صارت صرخاتها مكتوبة بلغة الحديد والنار على وجه السماء.
وانا اتسلل خارجة من بيتي . اهبط درجات السلم. الحظ بأسي انني احنى قامتي ، ليس فقط عند النوافذ بل على طول السلم. حتى حينما اتحرك داخل البيت صرت احني قامتي . صحيح ان تجربة الرصاصة (البلياردو) علمتني ان الانحفاض تحت مستوى النوافذ لا يجدي مع الاسلحة الحديثة ، لكنني رغم كل شيء صرت احني هامتي الى ما تحت مستوى النوافذ . كانني انحني لا للرصاص وانما لمنطق الرصاص. كم هو مذل ان يتحرك الانسان اياماً واياماً وقد احنى قامته كالاحدب. حتى ولو عاد السلام الى هذه المدينة ، فانه سيجدنا قد نسينا المشي منتصبين ، وصارت مشيتنا اقرب الى مشية القردة .

هذه المرة كنت خائفة حقاً ..فقد وعيت للمرة الاولى ان الرصاص لا يمشي على الصراط المستقيم وانما قد يمشي في خط متعرج كجرذ يركض من جدار الى اخر.
ووعيت ايضاً ان الرصاص لا يمشي بالضرورة فوق مستوى النوافذ ، وان القضية اكثر تعقيداً بكثير من المعلومات السطحية التي كنت قد جمعتها من السينما البوليسية والروايات ، وادركت انني اواجه عدواً اجهله تماماً ،
***
كابوس .. (2)

وعلى ضوء التماع الصاروخ الذي اضاء كالبرق لوهلة، شاهدت كل شيء في نظرة واحدة شاملة انطبعت في ذاكرتي كوشم من جمر والى الابد. شاهدت ان بعض الحيوانات جريح، كانها تقضي نصف وقتها في الذعر ، والنصف الاخر في الشجار فيما بينها. هذا السجن المروع البؤس يشحنها بعدوانية تحتاج الى تفريغ، والتفريغ يحدث للاسف عن طريق الاقتتال فيما بينها بدلاً من الهجوم الموحد على صاحب الدكان، سجانها. وشاهدت احد الطواويس فارشاً ذيله، وخيل الي انه يتباهى على ما تبقى من حيوانات، وان الكلاب الكبيرة (تتمرجل) على الكلاب الصغيرة ، والقط الكبير يفرض (الخوة) على القط الصغير، خيل الي انهم مشغولون بسفاسف فروقهم البيولوجية دون ان يلحظوا انهم يشتركون في شيء واحد : هو انهم جميعاً عبيد وسجناء
. آه الحمقى، الا يرون حقيقة الامر؟
بلى. ربما كانوا يرون ذلك ..!!













التوقيع

في جغرافيا الروح تصبح الأزمان والمسافات وهماً ❤️
  رد مع اقتباس