) ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون
شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم
تشكرون).
لماذا قُدّم السمع على الأبصار والأفئدة؟
ولماذا جاء السمع مفردا والأبصار والأفئدة جمعا؟
لم تأت كلمة السمع في القرآن إلّا مفردة.
أما القلب والبصر فقد تأتي مفردة(وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة)٢٣ الجاثية .
وذكر الشيخ الطوسي أنّ ذلك يعود لأسباب لغوية.فقال في تفسيره وعلى سمعهم معناه وعلى أسماعهم وضع الواحد موضع الجمع لأنه اسم جنس كما ورد في موضع آخر(ثم يخرجكم
طفلا)أي أطفالا.
وذهب بعضهم أنّ السمع مصدر والمصدر
والمصدر لايُجمع.ويمكننا إضافة تعليلا علميا هو
أنّ الإدراكات القلبية والمشاهدات العينية تزيد
بكثير عن المسموعات ولذلك جاءت القلوب والأبصار بصيغة الجمع.
وتجدر الإشارة أنه ليس لجمع القلب والبصر وإفراد السمع من دليل خاص لأننا نلاحظ عكس هذا الأمر في آيات أخرى من القرآن (إنّ السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا).فالجمع والإفراد والتقديم والتأخير هو للتنوع في بيان المطالب فليس من
اللزوم كون الجمع والإفراد والتأخير والتقديم عن حكمة وسر معين . )
منقول عن صفحة أستاذنا أ. عمر سليم