( (قال يبنؤم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرّقت بين بني اسرائيل ولم
ترقب قولي).
قالها هارون لأخيه موسى عندما عاد إلى
قومه ووجد السامري قد صنع لهم عجلا من ذهب ،وأنّ موسى قد مات ،وطلب إليهم عبادة
هذا العجل.فأخبر موسى أنّ قومه قد ضلّوا بعده
فرجع فوجدهم كما أخبر.وكان هارون قد نهاهم عن ذلك ولكنهم لم يمتثلوا له،فأخذ بلحية أخيه ورأسه بلحظة عصبية بعد أن رأى من قومه مارأى.
الأصل أن يقول يا أخي أو على الأقل
ياابن أمي لماذا حذف ياء المضاف من (أمّي)؟
مخاطبته له بابن أمي أرأف وأنجع عنده. فالمرء أقرب إلى أمه من أبيه حيث العلاقات العاطفية الأكثر حنانا .وكأنه أراد أن يسترد عطفه وتبرئة ساحته مما عمله قومه.
تقول القاعدة النحوية إنّ أي زياده في المبنى تتبعها زيادة في المعنى.وكذلك أي نقص في المبنى يتبعها نقص في المعنى فقال:ياابن أمّ وحذف الياء ،وكأنّ فعلة موسى به انتقاص من الأخوّة .فلما تحقق موسى من براءة هارون
تراجع عن موقفه. )