( (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إنّ الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون).
الموت مرة واحدة ثم حياة أخرى للبعث .
(فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) فهل هناك موتتان وحياتان؟
قال الزمخشري في الكشاف:
مامعنى قوله موتوا؟قلت:معناه فأماتهم وإنما جيء به على هذه الصورة للدلالة على أنهم كانوا ميتة رجل واحد بأمر الله ومشيئته.وتلك ميتةٌ خارجة عن العادة كأنهم أُمروا بشيء فامتثلوه من غير إباء ولا توقف.
وإن قال أحد :إنّ هؤلاء ماتوا مرتين،وهذا مناف للمعروف .قلنا في الجواب:لامنافاة. فإن الموت هنا عقوبة مع بقاء الأجل .كما في قصة موسى (ثم بعثناكم من بعد موتكم).وثم موتٌ
بانتهاء الأجل وتلخيصه: أنه سبحانه وتعالى أماتهم قبل آجالهم ثم بعثهم إلى بقية آجالهم .
وميتة العقوبة بعدها حياةٌ في الدنيا بخلاف ميتة الأجل فلا حياة بعدها في الدنيا.)