إذا جار عليك الزمان يوما *** وخشيت منه بخلاً أو نزاعا
وغلت الدنيا يداك جحداً *** ولم تلقى فيها وداً واتساعا
وخشيت على نفسك فيها الردى *** فأثرت الهجران عنها دفاعا
فاخترت لنفسك دربا دون الأنا *** وأثرت داراً تلقى فيها متاعا
فاحذر بنات الفكر إن طافت *** فقد ترديك حتفاً أو داء الصداعا
وغض عيناك ما اشتهت نفسك *** إن الدنيا شهواتها لك خداعا
ولو عرف العليل دواء سقمه *** ما أتى الطبيب يوما ولا ساعا
ويأتيك الخيال بالحلم يضحك *** كأنه قبطانا يبحر دون شراعا
فضع على عنق الظن سيفا *** وارهبه بسيفك إن كان خداعا
وكن قنوعا دون أن تملك *** كأنك لا ترجو من الدنيا متاعا
ارهب صروف الدهر بكل قوة ***ستجد في العيش حتما مناعا
بقلم : سيد يوسف مرسي