عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2010, 05:30 AM   رقم المشاركة : 3
المدير العام





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :نبع العواطف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: النتائج النهائية لمسابقة الخواطر الثانية منتديات نبع العواطف الأدبية

النص الفائز بالمركز الثاني

ذلك العام ...وهذه السنة \ للأستاذة رائدة زقوت


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الخاطرة رقم (5)

ذلك العام ...وهذه السنة



أودع عاماً كان أثقل من صخرة على قلبٍ من فتاتٍ لين، تم تركيبه بعناية إلهية حتى يكون مرنا لا ينعصر فيسيل ولا قاسيا فيتكسر متشظياً ، ومع ذلك أحيانا يضج من هول الحمل فيعلن العصيان العام ، عام مضى فيه عُصِرت وفيه طالني من الشظايا ما طالني ، فيه سرت في دروب لم يكن مقدراً لي إلا أن أسير فيها ، أعتصر الآن آلام السير ، أُُدميت روحي ، وسالت أودية القلب باكية تطالبني بالرأفة بها ، تشتكي لي وتشكيني لنفسي .
أفتح السجلات وأعيد الحساب ، هنا أخطأت ...لا ..لا ..هنا أخطأت أكثر ، وهنا ..وهنا ، آآخ من هذا الحساب وآه ثم آه من هول ما نقترف من خطايا ، تبدو لنا في حينها ، زنابق ورد وروائح هبت من جنان الأرض ، ثم نفيق من ثنايا الحلم ، لتفج صخرة الواقع تلك الرؤوس وما تحتضن من أدمغة عطلتها بهرجة الحياة وألوانها الزائفة الموشحة بألوان قزحية ظاهرياً ، المسكونة بالأسود الحالك ، الشديد الظلمة كأرواحنا التي تستطيب الزيف ولا تملك غير أن تعيشه على أمل أن يكون زاهياً ذات يوم .
كم أتمنى لو أمتلك الأمر لدقيقة واحدة كي أحذف من مشجب سنين العمر سنة واحدة لا أريد أكثر من هذا ، سنة كاملة بليلها ونهارها ، بساعاتها .... بصيفها وخريفها ...بربيعها وشتائها ... أقوم بسحبها من المشجب وأرمي بها غير آسفة عليها ..أمزقها ...ثم أشعل ناراً بحجم الوجع وأرميها فيها علها تأخذ معها بعضاً من ألم ...وبعضاَ من ندم ...والكثير من التخبط الذي واكبها من بداية أن صرخت معلنة مولدها ولغاية لحظة دفنها في ليلة ظلماء لم يرتكب فيها القمر إثم البزوغ .
هل سمعتم عن عام أسوأ من عامي الذي أود أن أذروه في مهب الريح ؟؟..كما فعل بي أتمنى أن أفعل به ، كما نكل بي ورماني جثة مشوهة المعالم والتفاصيل على قارعة الحياة ، أتمنى أن أفعل به ، ....أمزقه لخرق صغيرة ...وأذروه وأنا أضحك بشكل هستيري ها أنا أنتقم منك وأرد كيدك على نحرك وأتخلص منك ، وأدفن ذكرياتك في مدافن اللئام فلم تكن معي أكثر من قاتل سادي يتلذذ في تعذيب ضحيته المغلولة اليدين بلا حول لها أو قوة .
فلتذهب أنت وذكرياتك إلى مقبرة النسيان ودع لي ثوب العمر لأحاول رتق ما مزقت ولأحاول أن أصلح ما أفسدت ، وأطهر ما نجست .
دعني ألوذ بنفسي لأحاول أن أقف معها ..أساندها ...آخذ بيدها ..علً وعسى أن يكون في القادم طرق لا تودي إلى حيث شططت أنت فيها وإلى حيث ظلمتك السرمدية الممتدة على عصب العمر ، دعني أحاول ....وأحاول ....فعسى أن يكون القادم أخف وطأةً مما كنت



رائدة زقوت
الأردن \ محافظة معان جنوب الأردن
الجنسية أردنية ...والأصل من فلسطين
عملت موظفة في القطاع المصرفي لعدة سنوات
والآن متفرغة للتدوين وللبيت والأولاد



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مبارك وبالتوفيق






آخر تعديل نبع العواطف يوم 10-15-2010 في 05:49 AM.