ما رأيك؟؟؟؟؟
يشبه حسين مردان أسلوب الجواهري في الشعر بـ «الأسلوب الصخري»، وإن وجد زيارته التي قام بها الى باريس قد أضفت عليه شيئاً من الإشراق لمسايرة النهضة الشعرية الحديثة. أما وقد وجد في القصيدة عبارة من قبيل «فحمة الليل»، فإن ذلك لن من يمنعه من السخرية ثانية مشبّهاً العبارة بكونها «قديمة كتمثال بوذا في المعابد الهندية المظلمة».
ويبلغ به التهكم أعلى مدياته، إذ يقول: إن «الجواهري في العراق - قبل اليوم - كـ (بيكاسو) في باريس - مع الفارق بالطبع - فلو رسم بيكاسو نعجة وكتب تحت أسفل الصورة «غزال الرنة» لما استطاع نقده شخص، وظل يحتفظ باحترام الناس. وقد ظل الجواهري يتمتع بهذه الشهرة الأسطورية مدة طويلة حتى اصبح وقد عرف كل الطرق التي تؤدي الى انتزاع (إعجاب الجماهير)...». واصفاً شعره، في هذه القصيدة وأشباهها، بـ «المتحجر كعظام الحيوانات البائدة تحت طبقات الأرض السفلى».
وقيل
إذا أُتيح لباحث أن يتتبع الخطاب التهكمي لدى الجواهري، ويجري مسحاً شاملاً عليه؛ فإنه سيخرج بنتيجة لافتة للنظر، وهي أن معظم شعره الجاد وغير الجاد لا يخلو من تهكم واحتجاج وتبرم يتبدى وراء الأبيات والكلمات والجمل بصورة غير مباشرة حتى في أكثر القصائد التزاماً، مما يخفي معه حقيقة كونه يستبطن روح المفارقة الصارخة بين الواقع والمثال، أو بين الصدق والزيف، بين الممكن والطموح؛ وما أكثر المفارقات في هذا العصر؛ وأولها مفارقة النفح الساخر والمستديم للمأساة النفسية والجسدية في إشكالية اللفظ والمعنى، والحقيقة والخيال، والحلم واليقظة. فقد كان الجواهري يجسد حاضره وماضيه، تذمره ورضاه، سخطه وامتنانه بطرق مثيرة، ثائرة متوهجة على السطح، متوغلة غائرة في الأعماق وهي محمّلة بالتندر والتهكم والسخط حدّ النكتة والإفراط في الهجاء؛ بوصف التهكم "طريقة أو خاصية مميزة في التعبير، مزاج أو نغمة خاصة تبدي ما تقصده لا بطريقة مباشرة، ولكن من خلال خاصية في النظر إلى الأشياء والشعور