عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 03:18 AM   رقم المشاركة : 7
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تبيّنَ أنهمْ غرقوا / وهاب شريف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهاب شريف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
ضحايا الباخرة الاسترالية من العراقيين

وهاب شريف

""""""""""


تبيّن أنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
وعاد البحر منكسرا أسيفا = تتمتم في مدامعه الصلاةُ
تبيّنَ أنهمْ عافوا بلادا = على أوجاعها انتعش الولاةُ
فما أن بان ثقب من خلاصٍ = تهيّأَ نحو ميتتهمْ سعاةُ
فقيل بأنها كانت بلادا = تحبّ الموت لا كذب الرواةُ
وقيل بأنهم صبروا وملّوا = لأجل فسيح غربتها استماتوا
بلا مستمسكات غادروها = متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟
أيدري الماء ما ضمّتْ جيوبٌ = تصاوير تريد أباً فتاةُ
وأطفال بلا كتب عراةُ = ويوميات فرحتهم حصاةُ
تقشرهم قساوةُ ما تمنوا = وخوف الحلم يقظانين باتوا
ووالدة يؤثثها جفاف = كأرض كان يقطنها الفراتُ
تبين أنهم عاشوا حيارى = كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ
وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا = فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ
تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً = ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ
وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى = ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ
فهل لعقتْ أساها الامنياتُ = وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟
تبين إن شاعرهم يغني = وتحت غنائه يبسَ العصاةُ
ألا لا تتركنّي دون قيد = لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ
مضوا متأنقين غريق عزٍّ = وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ
ولمّا آن أنْ ينجو رضيعٌ = تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ
رثاهم كبرياء الموت صمتاً = فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟
سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ = وأدري أنهم رسلٌ حفاةُ
تبين إنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ


قصيدة رائعة في نغمها وغرضها السامي النبيل

لقد جعلتنا نعيش مع الضحايا وما أكثرهم في بلادي

فدمت شاعرا يذيب القلوب حزنا












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس