اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهاب شريف ضحايا الباخرة الاسترالية من العراقيين وهاب شريف """""""""" تبيّن أنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ وعاد البحر منكسرا أسيفا = تتمتم في مدامعه الصلاةُ تبيّنَ أنهمْ عافوا بلادا = على أوجاعها انتعش الولاةُ فما أن بان ثقب من خلاصٍ = تهيّأَ نحو ميتتهمْ سعاةُ فقيل بأنها كانت بلادا = تحبّ الموت لا كذب الرواةُ وقيل بأنهم صبروا وملّوا = لأجل فسيح غربتها استماتوا بلا مستمسكات غادروها = متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟ أيدري الماء ما ضمّتْ جيوبٌ = تصاوير تريد أباً فتاةُ وأطفال بلا كتب عراةُ = ويوميات فرحتهم حصاةُ تقشرهم قساوةُ ما تمنوا = وخوف الحلم يقظانين باتوا ووالدة يؤثثها جفاف = كأرض كان يقطنها الفراتُ تبين أنهم عاشوا حيارى = كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا = فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً = ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى = ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ فهل لعقتْ أساها الامنياتُ = وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟ تبين إن شاعرهم يغني = وتحت غنائه يبسَ العصاةُ ألا لا تتركنّي دون قيد = لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ مضوا متأنقين غريق عزٍّ = وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ ولمّا آن أنْ ينجو رضيعٌ = تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ رثاهم كبرياء الموت صمتاً = فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟ سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ = وأدري أنهم رسلٌ حفاةُ تبين إنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ قصيدة رائعة في نغمها وغرضها السامي النبيل لقد جعلتنا نعيش مع الضحايا وما أكثرهم في بلادي فدمت شاعرا يذيب القلوب حزنا