أظن أن كل من يغادر وطنه يتمنى لو أن يكون قادرا على أن يحزمه في حقيبته مع ما يحمله عندما يغادره
أما عندما يهاجر، فهذا يعني أنه لا بد أن يضمه بقلبه خوف الضياع و السرقة !
و آه لأنه لم يستطع ذلك ؛ فإنه يشعر أنه ترك الروح هناك و غادر بجسده و حقائب سفره فقط ؛ فيظل يئن من شوق و من وجع الحنين
أ تعلم أستاذي نبيه ماذا شعر كل من سمعك ؟ و كم شموا من خلال حروفك تراب الوطن ؟
كثيرا ما كنا نصادف من تركوا الوطن منذ زمن يقبولننا حبا بالوطن و طمعا بأن يشموا فينا عطر الوطن...
ثم عندما صرنا فترة لم تطل- بفضل الله - ممن اضطرتهم الظروف لمغادرة الوطن
كنا نستقبل من يأتي من أرض الوطن بالشوق لنشم بين حروفه و كلماته عطر الوطن
إذن قد كنت كريما جدا معهم بما حملت لهم من كلمات كريمة قد أذهبت و لو لحين ظمأ شوقهم لأوطانهم
لك و لحرفك الجميل أستاذي الفاضل نبيه تحياتي و تقديري
و شكرا لهذا الزخم من الوجع الذي أثبته لأنه وجع صريح نحتاجه لكي يذكرنا بأحوالنا لو تناسيناها أو أهملناها و التي طرحتها بكلمات راقية رقي صاحبها، كريمة بكرم شاعرنا الأكرم.