الشاعرة الرقيقة / سفانة
رصاصٌ كثيف ..إصابات ..صوتُ سيارات الإسعاف موسيقى خلفية للمشهد الدموي ..ساخات المشافي مكتظة بالباحثين عن أبنائهم ..جثامين مغطاة على الأسرة ..تدخل المرأة تتفقد وتبحث عن إبنها ، زوجها ، أخيها .....تخرج وتنهيدة تُصاحبها حين لم تجد لها أحدا ...ووسط البحث تعلو زغرودة ممزوجة بصراخ ....نهرعُ مسرعين ، لا بدَّ أن إحداهن وجدت شهيدا لها / لنا / للوطن والتراب والسماء ...
يدخل الشباب..يحملون الشهيد على أعناقهم ، فجأة ، نجد موكبا رهيبا من الناس ..كيف جاءت كلُّ هذه الحشود ...مسيرة تتجه صوب منزل الشهيد ، حتى يتمكن ذويه من إلقاء النظرة الأخيرة ..وأثناء المسير ، لا بدَّ أن يتوقف الموكب في قلب المدينة ...دوار الشهداء ..هناك يصلي الجموع صلاة الجنازة ..بعد ذلك تستمر الزفّة ، زفّة العريس ..الشهيد ..صرخات الغضب ، والوعيد للمجرمين أن دم الشهيد لن يروح هدرا ..وأن عاصمة الكيان الغاصب لا بدَّ أن تعلن الحِداد على خنازيرهم وأبناء القردة ..
يستمر الموكب ..يصل لبيت الشهيد ، والمشهد يعجًّ بالمرارة ، ( وليسَ لعينٍ لم يفضْ دمعُ عينها عذرُ ) ...زغاريد ..صراخ ..بكاء ..
لوحة ممتزجة بالحزن والفرح ..والشهيد على الأكتاف والأعناق ...مكشوف الوجه ...يتحرك جسمه سبحان الله ..لا تتيبس الجثة ..
الشاعرة سفانة ...
هنا تركت لك الكاميرا تنقلُ المشهد أكثر وضوحا ...إحتراما لحزنك وشجنك يا بنت الأشراف ..لك ، لقلمك ، لقلب بين جوانحك
أرفع باقة ثناء وشكر علّها تفيك لتكرمك بالحضور هنا ومشاركتنا الشجن .
الوليد
نابلس الشهداء