الموضوع: التضمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2011, 01:25 PM   رقم المشاركة : 2
نبعي
 
الصورة الرمزية فريد البيدق





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :فريد البيدق غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: التضمين .. من "الإيضاح في علوم البلاغة" للخطيب القزويني




2- "البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها" للأستاذ عبد الرحمن الميداني

التضمين: هو أن يُضمِّنُ الشاعر شعرَه شيئًا مِنْ شعْرِ غَيْرِه، مع التنبيه عليه إنْ لم يكن مشهورًا عند الْبُلَغاء، ودون التنبيه عليه إنْ كان مشهورًا.
* ومن هذا التضمين قول الحريري:
عَلَى أَنِّي سَأُنْشِدُ عِنْدَ بَيْعي * "أضَاعُونِي وَأَيَّ فَتىً أضَاعُوا"
الشطر الأخير لِلْعَرْجِى، وبيت العرجى هو:
أضاعوني وأَي فَتىً أَضَاعُوا * لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ
وقد نبَّه الحريري على التضمين بقوله: "سأُنْشِد".
* ومن هذا التضمين قول ابن العميد:
وَصَاحِبٍ كُنْتُ مَغْبوطًا بِصُحْبَتِه * دَهْرًا فَغَادَرَنِي فَرْدًا بِلاَ سَكَنِ
هَبَّتْ لَهْ رِيحُ إقْبَالٍ فَطَارَ بِهَا * نَحْوَ السُّرُور وَألْجانِي إلَى الْحَزَنِ
كَأَنَّهُ كَانَ مَطْوِيًّا عَلَى إِحَنٍ * وَلَمْ يَكُنْ فِي ضُرُوبِ الشِّعْرِ أَنْشَدَنِي
"إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أَيْسَرُوا ذَكَرُوا * مَنْ كَانَ يَأْلَفُهُمْ فِي الْمَنْزِل الْخَشِنِ"
البيت الأخير لأبي تَمَّام، وقد نبّه ابن العميد على التضمين بقوله: "ولم يكن في ضروب الشِّعْرِ أنْشَدَني".
وأحْسَنُ التضمين ما زاد على الأصل أمرًا حسنًا، كتورية أو تشبيه، ومنه قول ابن أبي الإِصبع مستغلًا شعر المتنبي لمعنى آخر غير الذي قصده:
إِذَا الْوَهْمُ أَبْدَى لِي لَمَاهَا وَثَغْرَهَا * "تَذَكَّرْتُ مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَارقِ"
وَيُذْكِروني مِنْ قَدِّهَا وَمَدامِعِي * "مَجَرُّ عَوَالينَا وَمَجْرَى السَّوابِقِ"
الشطران الثانيان مطلع قصيدة للمتنبّي يمدح بها سيف الدولة، ولم يُنَبّه ابن أبي الإِصبع على التضمين؛ لأن قصيدة المتنبّي مشهورة عند المشتغلين بالأدب.
الْعُذَيب وبَارِق: موضعان بظاهر الكوفة، مَجَرُّ عَوَالينا: أي: مكان جرّ الرماح، وحركة جرّها. ومَجْرى السَّوابق: أي: مكان جري الخيل السوابق، وحركةُ جريها.
فأخذ ابن أبي الإِصبع من "الْعُذَيْب" معنى عذوبة ريق صاحبته، وأخذ من "بَارِق" البريق الذي يُرَى من ثغرها، على سبيل التورية.
وشبّه قدّها بحركة جرّ الرّماح، وشبّه جريان دمعهِ بِجَرْيِ الخيل السوابق.
قالوا: ولا يَضُرُّ التغيير اليسير عند التضمين.
والتضمين على حَالتين:
* فإِذا بلغَ مقدارُه تضمينَ بيت فأكثر، فقد يُطْلَق عليه لفظ "الاستعانة".
* وإذا كان مقدارُهُ شَطْرَ بيتٍ أوْ دونه، فقد يُطْلَق عليه "الإِيداع" إذ الشاعر قد أودع شعره شيئًا من شعر غَيْره، وقَدْ يُطْلَقُ عليه "الرَّفْوُ"؛ لأنّ الشاعر "رَفَا" خَرْقَ شِعْرِه بشيءٍ من شعر غيره.






آخر تعديل فريد البيدق يوم 01-13-2011 في 08:33 PM.
  رد مع اقتباس