::: قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ ::: ابن هانئ الأندلسي
ولَبِسْنَ الحِدادَ في الأحداقِ
قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ
ـبِ المُقنّى وبالخُدود الرِّقاقِ و بكينَ الذِّماءَ بالعنمِ الرَّ
هنَّ حتّى عشِقْتُ يومَ الفِراق و منحنَ الفراقَ رقّة َ شكوا
عٌ طليقٌ ومهجة ٌ في وثاق و معَ الجيرة ِ الذينَ غدوا دمـ
آذَنُوا بالفِراقِ قبْلَ التّلاقي حاربتهمْ نوائبُ الدّهرِ حتى
ـيادَ فوقَ الأجياد كالأطواق وَدَنَوْا للوَداعِ حتى ترى الأجـ
فتقدّمتُ في عنانِ السِّباقِ يومَ راهنتُ في البكاء عيوناً
ـنعُ جَمْرَ الغَضا عن الإحْراقِ أمنَعُ القَلْبَ أن يذوبَ ومَنْ يمـ
ـهوِ حُسْناً، جَوّالِ عِقْد النِّطاق ربَّ يومٍ لنا رقيقِ حواشي اللـ
مسكِ ردعُ الجيوب ردعُ التّراقي قد لَبِسْنَاهُ وهو من نَفَحاتِ الـ
أوجَسَتْ نَبْأة ً الجِياد العِتاق و الأبارقُ كالظِّباءِ العواطي
تٌ عليه كثيرة ُ الإطراق مصْغِياتٌ إلى الغِناءِ مُطِلاّ
ثمّ يَرْعُفْنَ بالدّمِ المُهراق و هي شمُّ الانوف يشمخن كبراً
صَمَماً عن سَماعِ شادٍ وساق فدَّمَتْها السُّقاة ُ كي يُوقِرُوهَا
ر وإمّا يبكينَ بالآماقِ فهي إمْا يَشكونَ ثِقْلاً من الوقْـ
ل إذا ما خلونَ للعشّاق جنِّبوها مجالسَ اللهوِ والوصـ
نِ سِرِّ المتيَّمِ المُشتاقِ فهي أدهى من الوشاة على مكنو
و هي غيدٌ يتلعنَ بالأعناقِ تَرتَدي بالاكمامِ عَنْهَا حَيَاءً
وأجِرْني منَ اللّيالي البَواقي لا تسلني عنِ اللّيالي الخوالي
بينَ راجي المُعِزِّ والإمْلاق ضَرَبتْ بيْنَنَا بأبعَدَ ممّا
مُسْتَهِلًّ بِوابِلٍ غَيْداقِ كلُّ أسْرَارِ راحَتَيْهِ غَمَامٌ
وزَحدَّ التُقْيا إلى الإغراق فإذا ما سقاكَ منْ ظمإٍ جا
ضِ ولكنّها على الإنْفاقِ في يديهِ خزائنَ اللهِ في الأر
نِ أجَابَتْ لكُلِّ أمْرٍ وِفاقِ وإذا ما دعا المقاديرَ للكو
مانُ من نصلِ سيفهِ البرّاقِ لبِسَ العِيدُ منه ما يَلبَسُ الإيـ
أبيضِ الوجهِ أبيضِ الأخلاق وجلا الفطرُ منه عن نبويٍّ
تؤذنُ الأرضُ تحتهُ باصطفاق ساحباً من ذيولٍ مجرٍ لهامٍ
منه غيرُ الإرْعَادِ والإبْراق ليس في العارِضِ الكَنَهْوَرِ شِبْهٌ
من قَناً في سَماوة ٍ من طِراق رفعتْ فوقهُ المغاويرُ شهباً
رِ فمن راجفٍ ومن خفّاق وغمامٍ منْ ظلِّ ألوية ِ النّصْ
كالِحِ النّابِ أسْجَرِ الحِملاق وعَرينٍ من كلَّ ليْثٍ هَصُورٍ
بيديْ كلِّ بهمة ٍ مصداق فوقهُ خيطة ُ اللُّجينِ تهادى
قِ فيها دلائلُ الخلاّق من عدادِ البرهانِ موجودة ٌ للخلـ
ها تردَّتْ محاسنَ الأخلاق حَسُنَتْ في العُيونِ حتى حَسِبْنَا
نِ ولُكْنَ الحديدَ مُرَّ المَذاقِ قد لَبِسْنَ العَجاجَ مُعتكِرَ اللّو
نصبتْ منْ مؤلّلاتٍ دقاق فإذا ما تَوَجّسَتْ مِنْهُ رِكْزاً
وطئتْ في الجماجمِ الأفلاق وتراهَا حُمْرَ السّنابِكِ مِمّا
ـرِ لهُ أسهُماً على المُرّاق اللّواتي مَرَقْنَ من أضْلُعِ النّصْـ
نَ قديماً للصّافناتِ العتاقِ أنتَ أصفيتهنَّ حبَّ سليما
تتوارى شمسٌ بسجفِ الغساق لو رأى ما رأيْتَ منْها إلى أنْ
فقُ مسحاً بالسُّوقِ والأعناق لم يقلْ ردَّها عليَّ ولا يطْـ