عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2011, 01:44 AM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ محمد فتحي عوض الجيوسي

برغم كل شيء ٍ سأغني

كيف أعانق أفراحي والأحزان تمزّقني؟!
كيف أصافح كفـّا ً والكفّ تؤنـّبني
لمَ لمْ تحمل حجرا ً
تحْطِمُ سور الخوف،وتزرع في الأرض الحُبّ وتزرعني
شتلة زيتون تـُنجب جرحا ً
تنزف نصرا ً
كيف أعانق ذاك الفرح الأخضرْ
ولهيب الوجد يُحرّقني؟!
يلقيني في جب اللهفةِ ..،
يصْدقُ،يكذبُ،يرمي ذاكرتي
في نفق العتمةِ،يهجرني ،ويُشرّدني
في واد لا زيتون بهِ
والأحباب تواروْا خلف ترانيم الأمسْ
يتلامس همسٌ مع حائط وجْد ٍ منهارْ
تتكسّر أغصان الحلم الجرداءْ
تتهاوى النفسْ
عند سماء تطرق باب القدسْ
وتزفّ دمائك يا يحيى
لأبيك البالغ في العمر عـِتيّا ً
يضرب في الأرض ويبذر حبات القمح ليكبر في المنفى
وطن..طفل..حجرٌ
ويغني أني آت من شرق العشقِ لأبني بالدّم ِ غرب العشاقْ
وطن الزيتونْ
إني اللغة الثائرة ُ،الصرخة ُ،شـِلو شهيد أرهب موتهْ
وطني..
يا من تـُطحن خلف سياج الرغبات ِ..،
أمدّ إليك يديْ
وأحثّ خطاي إليكْ
يمنعني الحراس بأنْ ..،آخذ حفنة رمل ٍ
أو.. أسجد لله على كفيكْ
فأهيم من الشوق إليكْ
أبكي ..
يا دمع تمادى في العشق وفجرْ
أنهار أسايَ زنابق حفـّتْ
أنفاس منازل من رحلوا
من سقطوا
من ظلوا
غنوا للعيدْ
والعيد بكاءهمُ
فأغني .. وغنائي لا أعرفهُ
صوتي لا أعرفهُ
عار ٍ يرقص فوق بقايا مذبحة ٍ
أشلاء في كل مكانْ
أسماء ضائعة تبحث عمن كانْ
أصوات مبحرة في النسيانْ
في ذات مكان قد كانْ
بيدر قمح ٍ،لوزٌ،رمانْ
وأناس تزرع،تقلع،تشدو..
للحب،تحبُ الرحمنْ
كان هنا مسجدْ ،وهنا كُتـّاب ٌ
وهناك ضريح وبقايا بيت كنعانيْ
يحفل بالحنطة والزعترْ
كان هنا ثم هناكْ
رجل يحمل زاد الصّبِّ مسدسْ
وامرأة تلبس طرْحتها لشهيد ٍ قبـّلَ وجنتها وتنفسْ
آخر شهقة عشق وتكفنْ
كان هنا .. كان هناكْ
ألفيتُ البيدر مبغى وملاهٍ
والقرية أرصفة وشوارع،أبنية شاهقة وملاعبْ
ووجوها صفرا .. وشفاها زرقا
ألفيتُ المسجد حانةْ
سجل يا تاريخ بكل إباء هذا العارْ
فأغني .. للوعة أشقاها نوح تمنـّي
ولأشجار التينْ
تنبتُ من وجعي
والزيتون قوافل تعبر جسدي
في كفيّ الريحان
آل إلى قدر مجنون
في صدري سكين الرؤيا
أحيت موتي والموت تحرر
وطنا للزنبق ،للنرجس،للخنجر ينزف آخر ميناء
لغناء الشحرور وآخر مرساة للخلد وللتحرير .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













التوقيع