ألا ترينني ياسمائي ياذات النقاء الكلي ياناصعة الزرقة ..؟
هأنذا أفترش بساط ألوان نيسانك التي يفوق عدّها مقدرتي ..حينا أستلقي مطلقا زفراتي راشقا نبال أحداقي المبللة تجوب فضاءاتك التي تسحب الآه الدفينة في فؤادي .
وحينا أجثو بركبتين تغوصان في فراء إقحوان نيساني,رامقا بلحظٍ يرسل أنبياء التوسل..
عذرا سمائي النقية .. آن أن نرسل إليك الأنبياء والكتب والمرسلين ...
آن أن تؤمني برسلنا وكتبنا وآياتنا البينات ..
ألا ترين يا سمائي.. زيتونتي التي قبعت خلفها مدينتي وتكدست دورا منذ ذروك الأول ولغاية أن مررت بها الأمس .. ألقيتُ التحية ..حنوت على جذعها ألتقط الصور تذكاراً مريراً ..؟
أحرقوها يا سمائي ..أحرقوا زيتونة المدينة ..فتكلل مدخل حمص بزفرات أنينها ..
نبت الإقحوان في شوارع المدينة حمص السكينة وضحكتي الثرّة , تكسو شوارعها الشقائق ..
الجميع ينادونك ويرسلون إليك قديسيهم وكهنتهم ... يرسلون الغضب والنار والوجع
أخذوا نيساني ..واستبدلوه بكل أشهر السنة وجميع الدهور ..
أعيديه إليّ يا سمائي .. أنا لا أملك إلاّهُ ونبي حزني وزيتونة المدينة ..أحرقوها وأستبدلوه وأرسلت نبيي الوحيد ..
فلتأخذيني إليك .. إرفعيني عن البساط الأحمر وشوك الشقائق ...
ألا تيرين ملامحي المعتقة .. أزيلي شحوبها بزرقتك السمراء .. تعالي إليّ لامسي جراحات صدري .. ألا ترينها تنزف أنينا وتسيل حزنا وتنز قهرا ..
إختلطت معايير الوجود ..شوُّهتْ مقادير البقاء بشبح الفناء الغبي ..
راقصيني يا سمائي فلا أعود قادرا على فصل ماهيتي عن زرقتك .
راقصيني لنتحد عاصفةً .. فترابي الحبيب ماعاد يريدني.. ماعاد يهدهد جسدي أو يُنبت الأقاحي.
ترابي الآن لا يؤمن بأنبيائي ولا كتبي..و تكسوه الشقائق يا سمائي .. ماعاد يشرب مزنك ماعاد يرتشف الندى .. لا تروي سغبه سوى الإراقة والجذوع الخاوية ..
أين سأؤرخني كلما مررت بالمدينة؟ أين سيتوكأ إيابي كل سحر ..من سيلمس جذعها المحروق .. كيف سأكتب أحرف اسمينا بذاكرة اللحاء الملتهب ..؟
سلبوا جميع أشيائي ..
نقيق ضفادعي ,صهيل مهرك القادم , أزهار الليمون البيضاء , حتى ماء البحيرة سرقوه وجردوها عنوة من سباحتي الشهية .
اقترفوا الضجيج في هوائي , أطلقوا النعيب في ليالي نيساني , أطفأوا موقدي يا سمائي .. بغير لهب ودون رائحة حطب .. أتقبلين ؟, فضوا هدوء مدينتي الهانئة ووداعتها ..
وزرقة بحري ..
يقذفون صفاءك بمدافع ذرائعهم وبنادق نفاقهم ويدعون ويكذبون ..
وأنت تتركينهم يفعلون.. لا تمطرين الورد في أساريري وتغضبين.. ولا تصدقي رسلي ولا تكفكفين عبراتي وتعلمين أنه لا سواك قادر على درء دموعي ومنحي سكينتي , ثم تغيبين وتوصدين غيومك السميكة المنيعة في شحوبي المبتهل توسلا ألّا تغيبي ..
حبيبتي السماء ..ارمقيني بعينك مرة واحدة لكن كما أراك .. علميني ولوج نقاءك ..ارتياد زرقك ومعانقة شهبك الوهّاجة .. أرشديني سبل تراتيلك .. تقبلي رسلي و ادخلي جناني مرة فأطفئ ناري أبدا ولا أبتغي سوى الإنعتاق ..
أيقظي براعم زيتونتي بلسمي اللحاء وأعيدي كتابة اسمينا بالضياء..
أزيحي الستائر السوداء بدلي وجع وسائدي ,انتزعي أضغاثي
أطلقي العنان للنقاء .
وتقبلي نبيي فلقد قبلت منك كل الأنبياء....
عبد الكــــريمـ سمعون \حمص المؤججة \19\4\2011
أشكر كل من مر وقرأ ولم يعلّق