منتديات نبع العواطف الأدبية - عرض مشاركة واحدة - المدينة المهجورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2011, 04:29 PM   رقم المشاركة : 6
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المدينة المهجورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمــل الحداد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
أجوبُ شوارع المدينة المهجورة


وهذا الدم في دمي
يعاندني
شرسةٌ تلك البقعة السوداء
تجرّني من شعري بوقاحة
لتوقظني من غفوة الضوء
نفوسٌ خالية أمضي ولا أمضي معها
تعبثُ بأوردة الخيال
ودورة الإنصاف الدموية
أمواتٌ وأحياءٌ يتسكعون على السواء
يتأبطون ذراع هذا الخواء في زاوية صدري
ويتركونني صريعة شيءٍ ما ...لا أعرفه
لثقوب القلبِ أذنٌ تنصتُ إلى رفيف أجنحة اللعنات
ولصوت الرحمةِ حنينٌ لا يُخفى
ولذاكرة الوأدِ وجهٌ بلا ملامح
تُرى هل تبكي السماء
عندما الليلُ يسقط أرضا
والشمسُ في جيوبي تختبئ؟
المدينة عامرة
وذيلُ الحفلات التنكرية قصيرٌ
قصيرٌ جدا
فلا تجزعي...
هل صرختِ السماء ليهدأ روع الغضب؟
مِنْ رحم الخُرسِ يبدأ المخاض
لتولد غصة ثم قمرا
آهة ثم نجما
وزهرة تعتلي سلّم النور في شتاءٍ مبكرٍ
والوردة الأخيرة تلاحقني نظراتها
لاتهاجري..!
مَنْ ذا الذي بعثر دمي
على أرضٍ ليست بأرضي
وراقتْ له رائحة الشواء ؟
أيها الليل... خذ شيخوختك المقيتة
وادفن بقعتك السوداء الصغيرة
الصغيرة جدا
وأعدْ للمدينة المهجورة كرامتها
وشبابها
،
،

أمــل الحداد


الجميلة أمل حداد ...

المدينة المهجورة ...نص رائع ، يعجُّ بالصور الفنية ...
لفتَ إنتباهي في هذا النص ، الفقرات المكتملة المعنى
والإنتقال لفقرة جديدة وكأنك تتحدثين عن موضوع جديد
ويُحسبُ لكِ إبقاء خط يربط بين الفقرة والأخرى دون إنزياح عن المعنى
العام ...

نلاحظ: أجوب شوارع المدينة المهجورة ...
هنا تمَّ المعنى ...
ثم تنتقلين للقول : وهذا الدم في دمي يعاندني
تمَّ المعنى ...
ثم َّ قولك : شرسة تلك .......من غفوة الضوء .
وهكذا ....

وهنا أعجبنتني هذه الصورة : ( غفوة الضوء )
حين شبّهت الضوء بالإنسان الذي يغفو
وتمَّ حذف المشبه به وأبقيت شيئا من لوازمه ( الغفوة )
على سبيل الاستعارة المكنية .

وهناك أيضا محطة أخرى توقفتُ أمامها ، وهي جمال توظيف الفعل المضارع
والأمر ....
أمثلة الفعل المضارع : ( أجوب ، يعاندني ، تجرّني ، توقظني ، أمضي ، ....الخ ) .

أمثلة الفعل الأمر ( خذْ ، ادفن .....الخ ) .

وهنا الحقيقة لكي نتوقف أمام توظيف الفعل المضارع والأمر في هذا النص ، علينا أن نقدّم قراءة أكثر
شمولية حتى نوضح من خلال ما توصلنا له الجمالية في حُسن توظيف الفعل المضارع والأمر ...
وبنظرة سريعة نجد أن الفعل المضارع جاء في مستهل النص في حين ظهر فعل الأمر في الجزء الأخير
منه ، ربما هذا يشكل انعكاسا للحالة النفسية التي تحيط بالأديبة المبدعة أمل حداد ...

ربما أجدني أتفق مع الأستاذ جوتيمار في غياب اللغة الشعرية في نص جميل ...لكن هذا لا يُقلل من القيمة الفنية للعمل
ولكن ، ربما وجود اللغة الشعرية كان سيضفي على النص جمالا آخر ...

الرائعة أمل :

قرأتُكِ هنا ، فسعدتُ بما قرأت
وأرى أنّك بحق أديبة لها قامة باسقة
تَعدُ بالكثير ....


لك أرفع القبّعة وأقدم باقة ورد

تقديري
الوليد






آخر تعديل رمزت ابراهيم عليا يوم 05-26-2011 في 11:58 AM.
  رد مع اقتباس