ماتت على شطِّ العراق يمامتي
فتساءلت عمّانُ عن صيحاتي
و تناثرت سعفُ النخيل على يدي
فتململت بغداد ُ من أنـَّـاتي
ما زلت ِ يا أم َّ البلاد مليكةً
في جيدك العربي كلُ لغاتي
تسعٌ من السنوات و الغيم الذي
حطَّ الرحال على خدود فراتي
حزم الحقائب باحثاً عن وردةٍ
يروي لها ما حلَّ .. .. يا مولاتي
عاث الغزاةُ بكل شبرٍ من دمي
حتى نُحلتُ فتهتُ عن خطواتي
جُبتُ العراق بشرقها و بغربها
لم ألق َ نوراً في سما شرفاتي
تسع ٌ عجافٌ قد أطلن تغربي
و العمر يسرقني من الضحكات
عندي سؤالٌ كيف أخفي صمته؟؟
من ْ يُشعلُ الأنوار قبل مماتي ؟؟
هذي وسائدُ غرفتي في بابلٍ
تعبت من الإبحار دون نجاة ِ
هذي الأساورُ علقتها زوجتي
إنّي أشاهد بعضها في شاة ِ؟!
هذي ضفائر طفلتي متروكةٌ
دون اليدين على ضفاف فراتي
وأنا تركتك يا حبيبة مهجتي
منسية العينين عند فُتات ِ
ما زلتُ أذكرُ راحتيك على فمي
و تورُّدَُ الجفنين عند صلاتي
الآن أجلسُ تائهاً عن بسمتي
أو ليس ظلماً أن أعيش حياتي؟؟!
ضاعت بلادي منذ أعوام ٍ خلت
ماذا سأفعل دونكم .. مولاتي
تسعٌ من الأعوام و الرجل الذي
قرأ الأكفَّ يغادر الوكنات
ذبُلَت نخيل الحاجبين كوردةٍ
لم تُسق أياماً من العبرات
قلَّبتُ بعضي باحثاً عن قاتلٍ
ذبح العراق و في خِضمِّ سباتي
فوجدتُ نفسي حائراً في قاتلي
وفهمتُ أنَّ القتل بعض سماتي