عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2011, 10:18 PM   رقم المشاركة : 4
شاعر
 
الصورة الرمزية عبد الكريم سمعون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الكريم سمعون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ليالي السماء -20- (رسالة تبليغ الدعوة )

ليالي السماء -20-

(رسالة تبليغ الدعوة )


آه يا سمائي الرائعة كم أتخبط مرتبكا الآن لأجد كلمات تترجم ما يتدفق من فيض مشاعري
وأحاسيسي لرغبة شكرك وأمتناني .
فلقد كانت آخر كلماتي برسالة الأمس
أطلقي العنان للنقاء .
وتقبلي نبيي فلقد قبلت منك كل الأنبياء....
وها أنذا أطرق عتبات صباحك لأغتسل بشفافية مزنك الهامي السكوب وإرتعاشة المفاجأة تأجج سعير شهقتي المتسارعة وكأنها تريد أن تعبّ كل الهواء وعبق كل مزنة ككائن منفرد ومتفرد بأناقة ولونه اللّا لون له وطعمه اللّا طعم له .. وأرمقك بنهم من يلفظ أنفاسه الأخيرة سغبا ,لتنهل أحداقي كامل زرقتك وسكينة وهدوء صفاءك.
تمطرين يا سمائي وتهمين غيثك وسكوب مزنك لتمهرين بخاتم قدسيتك أوراق إعتماد نبيي
وكيف لي استيعاب المفاجأة بإشراقة واحدة من دون أن يتواتر تأجج شهقاتي اللّا مدرك السرعة ’ وتفغر روحي تضورا لذاك النقاء الشهي الإحتضان .
ها أنت إذاً تعلنين على ملأ أكواني وأحاسيسي وبصائري ورغائبي وطبائعي قبولك نبيي
وها أنا أرسل إليك صحفي رسائلا لا مقروءة وصحفا لا مدونة فتقبلي مني أزلية بدء عشقي معك وأبدية إنتهائى بك و دهرية إنتمائى وولائي أليك , ولا تعيدي إسدال غيمك الداكن الكئيب حائلا بيني وبينك ..
سأكون بارّا بعهدي وفيّا لوعدي ولهاً لعشقي مؤمنا بإنتهائي فخورا بإنتمائي .. دافئ قربي هادئ طبعي دمث خلقي وثير حضني شهي عبقي بهي ألقي متواضع كبريائي طفولية خيلائي
عذب رفقتي واعية أناقتي , دقيق إحترامي ذكي كلامي غزير دفق تحناني فصيح كلمي و بياني سخي كرمي خفّاق علمي أبد الدهر في حبك يا سمائي ..
وكل هذا وأنت أكثر من يدرك كنهه وسببه قربك هومُحدث صفاتي ومؤجج زهر باقاتي وموجه مقدرات طاقاتي قربك الفعّال وكل ما ذكرت من صفات منفعلة الحدوث عن هذا التقارب .
أتتخيلين يا مولاتي أنني قد بلغت قمّة فيك ’وأنا لا زلت أبحث من أين أبدأ رحلتي معك ’
فقمّتك يا سمائي ذروة وغاية لا يبلغها إلا الوصوليون والأكّالون الأكتاف الوضيعوا الأهداف
الدنيئوا الإسفاف العديموا الإنصاف .. أما عاشقوك المبدعون فإنهم يتمنونك كل نبض وشهقة
ويكرهونك كل ثانية ودقة ,كي تروقهم وتشبع تضورهم وتروي مهجهم وتطفئ تلهفهم متعة ديمومة تسلّق هامة علاك وقامة ذراك .
فهم يخشون بلوغك الكلي فيصبحون كغيرهم ويفتر عامل التشّوق وتصبح غاية بلوغك اللّا مدركة وسيلة رخص مستهلكة فيسقطون من علٍ إلى قعر الفناء الأكيد ....
يا غايتي اللا مدركة بإرادتي , لستِ عصية على منال طموحي اللا محدود مهما بلغت صعوبة نوالك , لكنني لا أحب لغايتي أن تدرك وكيف وهي غايتي ولا أقوى على فقدانها
فإطمئني لرجاحتي وعقلانية دقتي وإن بدوت بعض أحيان كطفل لعوب نال مانال من دلال وحرمان .
لكنني ومنذ عهود عشقك البدئية الأزل, لا أحب لغايتي أن أدركها ولا لهدفي أن أبلغه ..
يا سمائي النقية الرائعة : وكيف لي أن أغدو عاشقا من دون معشوقته وراغبا من دون أمنيته
وقاصدا من دون غايته ومؤمن من دون سمائه ؟..
لن أكون غيمك الداكن فأحجب عن زرقتك عيون مستحقيها ولا عن بصيرتك مايطب لها أن (تشوف )..ولو كنت كذلك سيتعجل ساعتي برقك الخاطف ورعدك القاصف وأكون قاب إنهمار أكيد بشتاءات فصل ملغى من الوجود ...
بل سأكون طيفا أنيق التثني بديع الظلال أدرأ غبار نظرات الأغبياء بألواني البهية وأمتص بمخمليتي نظراتهم فلا لغبارهم أن يطال منعتك ولا هم يستاءون من إنعكاس بديع أطيافي
على أنظارهم .
أراك يا رائعة النقاء وبهية الصفاء ولا أريد تحويرا ولا تغييرا ولا تطويرا لما أختزنه من إطلاق نظرتي الأولى إليك ..
وسأبقى أراك كما أراك , ولا غاية عندي سوى التماهي مع زرقتك ولكني أدرك تماما أن لا أصل حد الممازجة .. ليبقى طيفي وزرقتك ماهيتين متآلفتين متكاملتين ولكن لا متجانستين ولا متمازجتين .. وهذا من أهم مستلزمات الديمومة والبقاء ..
كــريمـ سمعون \\بقعة سماوية \ 20 نيسان 2011












التوقيع

أنا شاعرٌ ..
أمارس الشعر سلوكا
وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات
لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون

  رد مع اقتباس