أستاذي الراقي
أحمد العميري
أهلا بحضورك المتميز و لا أجد من الحرف ما يفي لشكرك على هذه التقدمة الرائعة بحق و أشكر لك أن ذكرتنا بهؤلاء الأساتذة الذين نتعلم منهم كلما غرفنا من نبع حرفهم .. و أخيرا ألتمس العذر لتأخري بالرد على أسئلتك
منذ أواسط القرن ما قبل العشرين
أيام ما كنا في شرقنا و غربنا نرزح تحت نير تخلف أقام على عواتقنا قسرا و اختيارا
كانت مصر بادئة النهوض .. و سابقة الإعلان عن ثورة في الفكر والأدب
أفرزت لنا أعلاما و أدباء على مر السنين
حملوا على كاهلهم عبء الأمة و أدبها و ناضلوا بسهامهم رياح محاربة اللغة و قهر الحضارة و التراث
أحمد شوقي .. حافظ ابراهيم .. ابراهيم ناجي .. نجيب محفوظ .. الرافعي .. المازني .. طه حسين .. هيكل .. و غيرهم الكثر
يلاحظ في الفترة الأخيرة - و ربما أكون مخطئا - انحسارا في حركة الفكر و رجوعا عن سابق عهدها
فلا محفوظٌ آخر أطل .. و لا أعداد أرباب الحروف بقيت على حالها
لعلي أجد عندك الجواب الشافي .. فأهل مكة أدرى بشعابها
أستاذي الكريم لعلي أتفق معك في جزء من هذا السؤال فـ مصر كانت و لا تزال منبعا لكل ثقافة و رائدة للقيادة حتى يومنا هذا و ما لمسناه في ثورتها الاخيرة ربما يجعل إيماننا يزداد بهذا الأمر ...
و لأن دولة عريقة كـ مصر كفيلة بأن تهبنا أسماء لامعة كمثل هؤلاء و يعبرون عن مقتضيات عصرهم الذي يعيشون فيه لذلك ربما بدت فكرة المقارنة بين هؤلاء الرائعين ممن ذكرت و بين الأجيال التالية لها سيكون بها شيء من الظلم لأنه بلاشك الحياة الأدبية في أي مجتمع خاضعة لما حولها من تغيرات سواء سياسية أو اجتماعية و اقتصادية و فترات الأفول في أي مجتمع أمر وارد حدوثه و هكذا الحضارات بصفة عامة فكل حضارة تبلغ ذروتها في فترة لتعود إلى انحدار يتجدد فيه النشاط أو تصمت للأبد
ولكن ربما لاحظت معي أن هناك تراجعا في المد الثقافي ينسحب على عالمنا العربي بأكمله و ليس في حالتنا واردة الذكر فقط و لكن لأن مصر كما تفضلت مشكورا بذكرها رائدة في دورها فيظهر هذا التراجع جليا فيها ... و الأسماء الكريمة التي تفضلت بذكرها تمثل أجيالا مختلفة في أوقات مختلفة أيضا و هنا لن نغفل عن الإشارة إلى أن الأجيال التالية لها و التي تبدأ من جيل الثمانينات برزت بها أسماء تعتبر اليوم في وقتنا هذا علامة مميزة و لعلي بذكر بعض أسمائهم لا أكون قد غفلت عن البعض الآخر فمن هؤلاء مثلا : احمد عبد المعطي حجازي / محمد عفيفي مطر / صنع الله ابراهيم / احمد فؤاد نجم / محمود السعدني / بهاء طاهر / فاروق جويدة و غيرهم و لكني أفهم من طرحك للسؤال هو " لماذ لم يلمع نجم هؤلاء كما لمع نجم سابقيهم "
و في هذا يجب أن نشير إلى أن ثمة تحولا خطيرا ظهر في بنية المجتمع المصري بصفة خاصة و تركيبته مع أوائل هذه الحقبة أدى هذا التحول إلى إفراز حياة أدبية غير واضحة الملامح و متغيرة بذات التركيب فمن بعد انتصار اكتوبر 1973م بدأ شكل المجتمع هنا في التغير خاصة بعد فرض الحصار الإقتصادي / السياسي العربي بعد معاهدة كامب ديفيد و تطبيق فكرة الانفتاح الإقتصادي ورواج فكرة الهجرة شبه الجماعية لجزء مهم من سكان مصر: مزارعين و صناع إلى دول الخليج و الخارج بحثا عن حياة أفضل ... ثم ظهور تيارات دينية / سياسية متعارضة.. كل هذا و لاشك جعل البيئة الأدبية تختنق و إن كانت لم تجهض تماما لكنها لم تأخذ حقها الطبيعي في الحياة كما ينبغي لها .... لا تستطيع أن تؤثث لعالم أدبي سوي في ظل حياة اجتماعية و اقتصادية غير مستقرة و اضمحلال وجود الطبقة المتوسطة التي كان أغلب المثقفين قبلا يمثلونها وتبع ذلك أيضا تدهورا في مستوى التعليم و شكل الثقافة المطروحة... و كان على كُتاب هذه المرحلة إعادة رسم المجتمع من جديد و إعادة تأهيله أدبيا في ظل ما يستطيعون تقديمه و كيف سيكون لهم ذلك و هم أنفسهم يعانون ذات المعاناة .. لذلك ربما حين نقرأ لكُتاب هذه المرحلة نجد أن أغلب موضوعاتهم تأريخا لفترة لا نزال نحيا نتائجها إلى الآن ...
من ميدان التحرير .. ميدان الثورة و الحرية
كان شباب مصر سابقا لغيره في استخدام الانترنت و توظيفه للمصلحة العامة و صولة الحق
شخصيا .. نظرت إلى القضية من زاوية أخرى
من زاوية الإثبات الواضح .. و الدليل الدامغ على أننا نحن العرب لسنا مجرد مستخدمين و متصفحين للانترنت .. لاهين و عابثين في صفحاتها كما صورونا و أقنعوا شريحة كبرى في مجتمعاتنا بهذا التصور
و ما كان شباب مصر إلا خير برهان على أحقيتنا بقياد الحضارة و توظيف مستخدماتها إنسانيا و فكريا
فهل ترى " أديبتنا " أفقا أوسع للصفحات الالكترونية في المستقبل القريب ؟ و ما دورها سابقا و حاليا و تأثيرها على حركة الفكر و الأب في مصر
من ميدان التحرير كانت الثورة السياسية و الاجتماعية و من قبله من وراء شاشات الحواسيب كانت الثورة التكنولوجية التي اطاحت بكثير من ثوابت كانت موجودة ... و إذا نظرنا للإنترنت كوسيلة أخذت من أوقاتنا الكثير فإننا لا نستطيع أن نؤكد دائما على الجانب السيىء لها فقط فمن خلال التواصل الذي أتاحته للجميع قامت الثورة الأخيرة في مصر و من خلاله ايضا انتشرت للجوار ..
لكن قبل أن نتكلم عن ثورة سياسية لابد أن نشير إلى ثورة ثقافية حاصلة من مدة و ربما هي غير متاحة إلا لمن يدخل هذا العالم لكن حتى من خارجه لا يمكنه انكارها .. الانترنت الآن يمثل وجود حقيقي لا يمكن اغفاله أو التخلي عنه و كيف و هو أصبح واحدا من أهم وسائل الانتشار الثقافي و الأدبي و من خلاله تم صقل كثير من التجارب الابداعية صحيح أنه لا يمكن أن يحل محل التواجد الأدبي على أرض الواقع لكنه أصبح شريكه الأساسي في الانتشار ... و من خلاله أصبحنا نتشارك المعلومات و نتبادل الآراء و ظهرت أسماء و برزت و لمعت و أكدت وجودها على أرض الواقع أيضا .
لكن لاحظ معي أمرا مهما ان استخدام الانترنت يعتبر نوعا ما محدد بين فئة عمرية هي الأقرب للشباب و من خلاله ظهرت مجموعة من المبدعين و الكتاب الشباب أصحاب المواهب الواعية و لكن كتأثير على حركة الفكر و الأدب في مصر لن يكون بالصورة التي نتخيلها الآن لأن هذا يحتاج إلى فترة أطول نسبيا و تجارب أكثر وعيا و إدراكا حتى يمكنها ان تؤثر في الحركة الثقافية تأثيرا واضحا لكني أراها ستظهر بمعالم اكثر وضوحا لدى الأجيال القادمة ...
ربما أكون قد أطلت عليك
لكن يبقى عندي سؤال لا مفر منه
..
..
..
أهلاوية و الا زملكاوية .gif)
أهلاوية ....و لكن أنبذ التعصب لشيء محدد .. يروق لي لاعب هنا أو هناك لكن بصفة عامة أهلاوية و أحب الأجيال القديمة من اللاعبين أكثر ...
أستاذي الكريم
أحمد العميري
أشكرك مرة أخرى على تواجدك الرائع و أرجو أن تكون إجاباتي وافية الى حد ما لأسئلتك
و يسعدني هذا المرور المحمل بكل النقاء
ممتنة لرقيك و أهلا بك دائما
مودتي
عايده