لم أكن أدري (2)
كنت أدري أننا إذا لم نتفق .. سوف لن نختلف ..
رغم أننا لم نرسم بعد خطوطا للحقيقة ..
لتختلف المواعيد .. عند أول منعطف للأمنيات ..
وتتغير المسارات فجأة و دون سابق إنذار ..
بعد هبوب العواصف ذات ليل .. !!
* * *
من قال أني تهتُ في مسار آخر ..
وأني استنشقتُ قصائدا لم تُوقع باسمكَ ..
لكن هو فضول الغرابة الذي تسلل لكل التفاصيل ..
فبعثر عبير الورد .. وشعرتُ بالألم ..
وعدتُ من جديد أفتش عنك في مساحات بيضاء
لعلها تعيد إليك اللوحة التي احتفظتُ بها ..
وتعيدك إلي ..
* * *
حينما أبحث بين الحروف التي عشقتها ..
عن كلمات تعرفني \ أعرفها ..
لأحذف كل الابجديات الأخرى ..
واوصد كل الأبواب و النوافذ المشرعة ..
افتح الممرات لقوافل تسابق الريح
و تحمل لي بطاقات شوق وحنين..
وملايين الصور ..
لم أكن أدري
أنَّ كل عقارب الزمن تستنزفُ طاقة الإنتظار ..
وأن في الذاكرة خربشات حائرة ..
ترافقُ أناملا نقشت العشق حروفا
في عالم الكلمات المتزاحمة ..
لأتسكع بين أطلال الحب .. وارتشف نمير المعاني ..
لكن قلبي سكنه الوهن .. وسيطر الشرود على محركه ..
مؤلم هذا الوجع .. ومر طعم الغياب ..
لم أكن أدري ..
أن ذات عشق كانت حروف اسمي ..
تتمايل على الشفاه... متحررة من كل القيود ..
وأنني كنت الحاضرة في عالم اللاوعي ..
حينها كانت اللهفة تحزم حقائبها ..
باتجاه نفس المكان .. نفس الحروف .. نفس المعاني ...
في وعاء من القلق .. وكتاب من الأمل ..
ولم أكن أدري ..
وأن حروف اسمي ستغيب فجأة عن مساحات الوعي
وأن كلماتي و لهفتي وقلقي ..
زهُدت قيمتها .. وأصبحت عرضة للبيع ..
ومفكرة أوقاتي ..أصبحت ممزقة من الألم ..
وأن تثمين النفيس لم يكن نقلا مباشرا وحصريا ..
بل متداولا عند كل النوافذ المشرعة ..
لم أكن أدري
من قبل.. أن العطاء اللا محدود .. غباء ..
وأن الطيبة أكبر بلاء ..
وأن زرع الورد في الدروب ..
سيدمي جسدي .. باشواك بذرها أفعال وقلوب ..
وأن مراكب الحنين ستحترق عند تخوم الوجد ..
بعد أن قطعوا تذاكرا للغياب ..
وكتبوا الوصية بلغة مبهمة ..
وقيدوا كل علامات الإستفهام ..
لم أكن أدري
أن للاقنعة وجوه جميلة ..
وللمشاعر السامية زيف الإيقاعات
وأن من تعلم الحب وعلمه ..
تفوق أكثر في قتل براعم المشاعر البريئة ..
لكنني لم أكن أدري أيضا ..
أني نسيت أن انساك ..
( سفانة بنت ابن الشاطئ )