عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2011, 02:06 AM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / صلاح داود

حمامة الأمس ..

**
في اليوم العالمي للشعر..

إذا قيل لك يوما يا.. شعر :
هل مازلت مهمّا ؟
ألا فـقل .. بكل تحدٍّ : نعم
وألف نعم.
و إلا..
فلِـمَ يخاف المدجّجون بالدبابات..
والعساكر.. والبوليس..
وقنوات البث..
من ...
شاعر بائس ..حزين ؟؟
ألقيت القصيدة لأول مرة في الدار البيضاء
في 19/3/2010
**

1
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
تـخـتـال فـــي ورد بـــه تـرمـيـنـي
في حضنهـا عصـف الغـرام كأنهـا
نـغــم يـداعــب نـفـحـة الـنـسـريـن
وجناحُـهـا هــزاتُ عـطـر مُسْـكـبٍ
أو رقــصــةٌ مـجـنـونـةٌ تـغـريـنــي
مـرّرْتُ كفّـي فـوق همـس عبيرهـا
وأصابعـي فــي شَعْـرهـا تجريـنـي
شرَدتْ مع الريحان لم تترك صدى
غـيـرَ الظـنـون تُقضّـنـي تضْنيـنـي
وتُميتـنـي فــي الـيـوم كــل دقيـقـة
وبـعـيْــد كــــل مـمـاتــةٍ تحْـيـيـنـي
ومــع الثـوانـي الباقـيـات تُعيـدنـي
لعيـونـهـا فـــي لـحـظـةٍ تـرْديـنــي
**
2
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
صعِدتْ على ركـح الهوى..وتثنّـت
كـــلُّ الأكـــفِّ تلـهّـبـت وتـوجّـعـت
وتـوسّـلــت وتــــودّدت وتـمــنَّــت
لمّـا استبـان السكْـرُ فـي أرواحـنـا
قفـزت علـى قمَـر السّمـاء وغـنَّـت
مِلْنا..ثمِلـْـنـا.. لـم نصـاحـبْ عُمْـرنـا
وتحمْلـقـتْ مـنـا العـيـونُ وعـنّــتْ
وحمامتـي ليـسـت هنا..وحسبْتـهـا
هـبّــاتِ نـسْــم لـلـشّــرارةِ حــنّــت
وحسبـتُـهـا ريـــحًا دخـــانًا ذُرْذرت
فـــوق اللهيـــب فمـزّقـتْـه ورنّـــت
وسمعْـتُ قلبـي مـن رنيـن مِزاقهـا
كـالـنـار جنّـنَـهـا الـنُّـفـاخُ فـجُـنّــت
**
3
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
صــوّرْتُ مــن تَحْنـانـهـا إيـحـائـي
وطَفـتْ لِحُـبّ العاشقيـن نـوازعـي
حمَلَتْ جوًى من تونسَ الخضـراء
لـمّـا رأتـنــي راحـــلا بمـشـاعـري
قـــادت سـفـيـنَ الـوجْــد للـمـيـنـاء
للمغـرب الأقصـى وسِـحْـر ربـاطـه
لِـجـنـائـنٍ بـمـراكــشَ الـحـمــراءِ.
وعلى شراع الشوق هِمْتُ بأحْرفي
صوْبَ الهـوى فـي دارنـا البيضـاء
فـلـنـا هـنــاك نــــوارسٌ وبــلابــلٌ
شقّوا القوافي الهُوجَ فـي الأنـواء
وركبْتُ شِعري المستهامَ بطنجـةٍ..
مــا أجـمـلَ التّـهـويـمَ بالـشـعـراء!
**
4
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
صادت صقورَ الشِعْـر بيـن شِباكيـا
قبّـلْـتُـهـا لــــم أدْرِ أنّــــي غـيــمــة
حـتـى لمـسْـتُ شفاهَـهـا بشفـاهـيـا
ومـددْتُ روحــي للسـمـاء أطالُـهـا
ومــرَرْتُ فــوق ضيائـهـا بلسانـيـا
فشعـرْت أن الضـوء مجتـذب دمـي
وعلـى الضـفـاف النائـيـات ندائـيـا
وهربْـتُ مـن أحضانـهـا لزوابـعـي
فتطـايـرتْ فــوق الجـبـال جبـالـيـا
وتعـثـرَتْ بـيـن الشـفـاه قصـيـدتـي
لـم أدْرِ كيـف أصـوغ عِقـدَ كلامـيـا
لـــمْ أدْر أنّ الـعـمْـر قـــد عـتـقْـتُـه
حتى عصـرْتُ الخمـرَ مـن أحزانيـا
**
5
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
عـشْـقُ القـوافـي شفـهّـا أضـنـاهـا
سجعت على أطـلال خـلان الهـوى
فــي عـيـد شـعـر بالـوفـاء رمـاهـا
عــيــدٌ يــطــرّز لــلإبــاء سـبـائـكـا
فـي عشـق قــدسٍ قهْـرُهـا أبكـاهـا
عيدٌ من الفـرح المضمَّـخ بالضنـى
أرضُ تـنــادي .. اِبـنَـهـا وأبــاهــا
جـولانُـهـا تـاقــت رؤاه حمـامـتـي
فـتـعـثّـرتْ فــــي غــــزّةٍ سـاقـاهــا
ها ها هناك هـوَتْ تمُـوج حمامتـي
فــي نجـمـةٍ وجَـــعُ الأذى ألـقـاهـا
رفّـتْ بدمْـع الـعِـز عـيـنُ حمامـتـي
فـأبـى البُـكَـا مِــن ثِقْـلِـه شـفْـراهـا
**
6
بالأمـس كانـت هـا هـنـاك حمـامـة
فـي شـارع المنصـور تـاه شَـداهـا
هام الرشيـد علـى الفـرات بحِسّهـا
فتعـشـقـتْ أمـــواجُ دجـلــةَ فــاهــا
لمـا رأت مِـزَق المـآذن فـي الثـرَى
مــن فـسْـق ملـعـونٍ طـغَـى..أذاهـا
مِـن مُسـلـمٍ بــاع الحِـمَـى لمُتـاجـر
ورخـيـصِ قَــدْرٍ عـانـق السُّـفـّاهـا
متأمْـركٍ ذفِــر القـفـا حـتـى غـثـت
مـــن فـحْـشـه أمـعــاؤه بـقـذاهـا..
قفزتْ على وجه الصّفيق حمامتـي
تَسقـي الثـرى مــن عيـنـه بدمـاهـا
مـا همَّـهـا غــدرٌ تـرصّـد طوْقـهـا:
مِــن هــا هـنـاك مـعـمّـمٌ أرْداهـــا!
**
7
يــا شِـعــرُ مـزَّقَـنـا الـكــلامُ وإنّـــا
بـيــن الـسـطـور وتحْـتـهـنّ دُفِـنّــا
خـلْـف الـزمـان تـنــوء تفعيـلاتـنـا
أسبـابُـنـا انـكـسـرتْ تـنــوح كـأنّــا
لا الـقـدْسُ مسـلـوبًـا..ولا بمـحـمـدٍ
قـد هوّنونـا فـي الـرسـوم .. فهُـنّـا
لا مـزّقــوا قـرْآنـنـا ..لا غــوّطُــوا
أشــلاءَنــا .. فـتـغـوّطـتْ ونـتِــنّــا
لا اسْتفعلوا بنسائنـا..لا احْدوْدبُـوا
بـإبـائـنـا .. فاسـتـخْـونـوهُ فـخُــنّــا
**
نامـي ولا تأسَـيْ عَلَـيَّ حمامـتـي..
لِغرَامِـنـا زمَــنُ المـهـانـة غـنَّــى..
نامـي..فـلا نـفْـسٌ تـتـوق لـثَـأْرهـا
كـــلٌّ بِـلـيْـلِ الـصّــبِّ هـامَ..وجُـنَّـا.
**
صـلاح داود


تــونـــس












التوقيع