عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2011, 11:04 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي حاجز حوّارة ...رحلة في سراديب القهر

حاجز حوارة .. أنتصرُ هنا

حوّارة : تلك البلدة الجميلة الصغيرة الواقعة على البوابة الشرقية لمدينة النور والنار نابلس ، ارتبطت بذاكرة أهل نابلس خاصة والوافدين اليها عامة بحاجزها العسكري القاسي .
فمع كل إشراقة شمس تجد الطوابير البشرية المتزاحمة تقف على أبوابه ، حيث ألوان الذل والمهانة والقهر وغيرها من مفردات القهر المتناثرة هناك .
تقف ، وتبدأ أسئلة كثيرة تدور في خلدك ، أسئلة لا تجد لها تفسيرا ولا مبررات ، طوابير بشرية لا تفرق بين مثقف أو عامي ، بين عجوز أو رضيع ، بين إمرأة أو رجل ، بين مريض أو سليم ، بين وبين وبين .... .
الكل هنالك يزدحم بانتظار أمر من جندي إسرائيلي يتمترس خلف حصنه الرملي حتى يقرر متى يسمح لك بالمرور ، مخترقا الممر صوب رحلة التفتيش المهينة ، تنتظر ولا قيمة للوقت ، فأنت والوقت رخيصان جدا .
حوارات كثيرة تصلك من الواقفين ، منهم من يشتم الوقت الذي رأى فيه يهود ، ومنهم من يصب جام غضبه على أنظمة عربية لا تشعر بضيقنا وقهرنا ، ولا تعيرنا أي اهتمام ، والحق يقال حتى لا نظلمهم وننصفهم ، ينصروننا عبر نشراتهم الإخبارية المهترئة والبالية والمكررة .
تقف وتنتظر والأمر واحد ، أكان الجو صيفا يلفحك لهيبه ، أم باردا شتاء يلسعك برده ، تفكر وتذهب بعيدا في تفكيرك ، كيف كنت تقطع كل المسافة بين رام الله ونابلس في زمن لا يتجاوز الساعة الا ربعها ، وتكاد تعتذر لنفسك عن تفكيرك غير مصدق أنك فعلا كنت تقطع هذه المسافة في مثل هذا الوقت . نعم لأن الزمن بات يحتاج الى ساعات .
وحتى إن كنت في برج حظك ، ولم تتأخر كثيرا على الحاجز المقيت ، فالعناء لم ينته عنده بعد ، فهناك حاجز آخر ينتظرك على بعد مئات الأمتار ، وهناك رحلة أخرى ....
وعندما تفرغ منه ، لا تكاد تلتقط أنفاسك ، بعد شعورك بنفاد صبرك ، وتغزوك حالة هستيرية من التأفف ، تفاجئك طوابير مذهلة من السيارات التي قدرها أن تنتظر على حاجز زعترة ، وزعترة هذه قرية فلسطينية صغيرة اشتهرت بحاجزها المذل .
تشعر بالإختناق عندما يقوم السائق بإطفاء محرك السيارة ، تشعر أنك باق هنا ، تنظر لساعتك ، مواعيدك ، كثرة إرتباطاتك ، والسيارة واقفة تماما ، والكم الهائل من السيارات لا يتزحزح .
أي زمن هذا الذي نعيشه!! وعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من جنود ينتمون للقردة والخنازير يتحكمون فينا ، تنظر لأشكالهم تعتريك الدهشة ، ترفض في قرارة نفسك لأحدهم أن ينال شرف مسح حذائك .فكيف به يتحكم في مصيرك ومصير المئات حولك ....
حاجز حوارة .. حكاية ، تركت في نفس كل فلسطيني يجتازه ألف حكاية ، نعم كل منا له حكاية من حكايات القهر التي عاشها عبره .
وربما من أكثر المشاهد قهرا ، عندما يقوم الجندي بانتقاء شباب ، ويضعهم في حفرة خاصة دون أسباب ..... .
وأية أسباب يريدها هذا الغاصب للأرض والإنسان والكرامة .
ولقد توقفت كثيرا أمام عبارة كان قد كتبها أحد الجنود على لوحة معدنية بارزة ، حتى ينظم الفلسطينيون طوابير انتظارهم على الحاجز ، هذه العبارة ( انتضر هنا ) ، ولكن أحد النشامى من أبناء البلد ولا أعرفه طبعا ، كان قد صعد لهذه العبارة ، وأنزل النقطة من على حرف الضاد ، لتصبح العبارة ( أنتصر هنا ) كم شعرت بعزة وأنا أقف في الطابور ، وكم شعرت بكبرياء أحدثته مثل هذه العبارة في نفسي .
وقلت ليذهب حاجز حوارة إلى الجحيم ، وليرحل المحتل الغاصب عن أرضي ، وليستمر صمودنا وصبرنا ، فالفجر لا شك آت ، وإن أكثر الساعات حلكة وظلاما تلك التي تسبق الفجر بقليل .

وليد دويكات




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأيضا

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأيضا ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و....

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التفتيش المقيت

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة








  رد مع اقتباس