ما عاد ينفعُ في هواك تصبُّرُ
ما عدتُ أحتملُ الرياحَ تُريقُ عمريَ في مداك...وتَفجرُ
لهبٌ يراودُ مُهجَةً سَفَكت دياجيرُ العبوسِ هُيامَها
ومضت تجذُّ بقاءكَ الأبديَّ في صدري
تزيلُ نقوشَكَ السمراءَ من رسمي ومن شعري
كأضغاثٍ يباغتُهَا الصباحُ فتَعْبُرُ...
وكأنّهُ حِقَبٌ توالَت تحملُ الشُحَّ القبيحَ ،
تذوي لفرطِ جفافِها أشجارُ حبِّيَ..بالقَسَاوةِ تُقْهَرُ
وهي التي قد أقسمت ألا تَمُدَّ ظلالَهَا إلا إليكْ
قد كنت تصفعُ ما تبقّى من صلابتِهَا
،وتُهرقُ دمعَهَا أسفاً عليكْ
حطّمتَ أعشاشَ التسامحِ خلسةً
كي تقتلَ التوقَ المهاجرَ في دمي
ألآن أخبرني وقلْ...
ماذا تبقّى في يديك؟!
ما عدتُ حملاً للبقاءِ بربقة الأرضِ الخواءْ
وكلُّ دقيقةٍ عشتُ الحنينَ بها...سواءْ
كيف التجلُّدُ والأمانيَ كلُّها صارت غُثاءْ؟!
وروائحُ الزمنِ الرديءِ تفوحُ من شرفاتكَ المنزوعةِ الأملِ...الضياءْ
أُوْهِمتُ أنّكَ فرحةُ العمرِ الذي عانى التوجُّسَ والعياءْ
فمضيتُ أحملُ حبّكَ المحفورَ في كبدي
ألقِّنُهُ تعاليمَ الوفاءْ..
رغمَ انتوائكَ زرع أشواك القطيعةِ بيننا
وقّعتُ راضيةً على ميثاقِ حلْمٍ...
ما كنتُ أعلمُ سيِّدي أن العطاءَ بعصرِنا
لتمحوَ العهد القديمَ وتبدأ العهدَ الجديدْ..
أنا لستُ إسماً تاه في زخمِ انطلاقكَ نحو آفاق الركودْ...
هل كنتَ تروي غُلّةَ الثأرِ العتيدةِ من دمايَ وحرقتي؟!
ألأَجلِ ماضيكَ الحزينِ تركتني
تمتدُّ من أقصى التحيُّرِ والونى...
ما زلتَ تجهلُ يا صغيريَ أننّي
بحرٌ عصيٌّ لايهادنُ جُرحَهُ
وإنِ استبدّتْ عاصفاتُ الظلمِ تُلهبُ موجَهُ
لا تنتظرْ منهُ الحنوَّ...وإنّما
وجِّهْ سفائنَكَ الشقيَّةَ - رأفةً - نحو البعيدْ
المُحْبِطَاتُ المُوجِعَهْ
لا..لم يُضِعْهُ تَعَسُّفي
مالعمرُ إلا...بعضُ يومٍ قد شَقَقْنَا أضلُعَهْ
وغداً سَتَلْفِظُنا الحياةُ وتزْدرينا الأقنعَهْ
سنساومُ الزمن اتِّقاءً للخطوب المُفجِعَهْ
آنَ الأوانُ لأقرَعَهْ...
بقلم/ ندى نصر